لم يكن طريق الأهلي نحو نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مفروشاً بالورود، فالفريق اصطدم خلال مشواره ببعض العقبات التي كادت تبعده عن تحقيق الحلم، وكانت بدايتها الاحتجاج الرسمي ضد المشاركة غير النظامية للاعب الشباب عبدالعزيز السعران في لقاء الفريقين في ذهاب ربع النهائي، ثم تعادل الرمق الأخير أمام الوحدة في ذهاب نصف النهائي قبل أن يستشعر لاعبوه أهمية الحدث وينتزعوا التأهل برباعية أمام الوحدة، ورغم نجاحهم في بلوغ النهائي إلا أن جماهيرهم العريضة تضع أياديها على قلوبها نتيجة تذبذب أداء بعض اللاعبين فتارة يتألقون وأخرى يغيبون تماماً عن أجواء اللقاء. بداية ساخنة أعاد الاحتجاج الأهلاوي ضد الشبابي السعران الأمل بعودة الفريق إلى خضم المنافسة رغم خسارته للقاء الذهاب أمام الشباب 1 /2 على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض، وبعد أن شهد هذا الجانب فصولاً من التصريحات الساخنة المتبادلة بين الناديين جاء القرار النهائي باحتساب نتيجة المباراة أهلاوية (3/صفر)، وبدا أن هذه النتيجة طمأنت الأهلاويين كثيراً قبل خوض مباراة الإياب في جدة التي لعبوها برغبة الخروج بالأهم وهو التركيز على تجنب الخسارة بفارق ثلاثة أهداف ومن ثم التأهل وهو ما تحقق بعد اكتفاء الشباب بهدف وحيد لم يكن كافياً لمنحه بطاقة المرور. صدمة الشرائع تطلعت الجماهير الأهلاوية إلى أن يدخل فريقها بصورة مغايرة لقاء ذهاب نصف النهائي أمام الوحدة الأقل خبرة، وأن يحكم قبضته مبكراً على التأهل للنهائي من ملعب الشرائع إلا أن أصحاب الأرض عاقبوا الثقة الأهلاوية المفرطة بهدفين عن طريق نجمهم المتألق مختار فلاتة كانا كافيين لتسهيل مهمة فريقه قبل الإياب بيد أن انتفاضة خضراء في الرمق الأخير من اللقاء شعر خلالها لاعبو الأهلي بالخطر وإمكانية ضياع حلم التأهل دفعت المتألق العماني عماد الحوسني إلى تعديل النتيجة بهدفين في غضون أربع دقائق مددا آمال جماهيره بتحقيق الحلم بعد أن فقدته طوال 88 دقيقة. تأهل صريح ألقت جماهير الأهلي باللوم على لاعبيها بعد ظهورهم الباهت في "الشرائع"، وشدد الجهاز الإداري على اللاعبين في اجتماع خاص بضرورة تجنب تلك الأخطاء والسعي إلى إرضاء تلك الجماهير العاشقة التي لم تتخل عن الفريق في مبارياته السابقة وتعويضها بنتيجة وأداء مقنعين في لقاء الإياب. وشعر اللاعبون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي تتطلب مضاعفة الجهد فكانت محصلة الإياب رباعية كبيرة في شباك الوحدة الذي قدم لاعبوه الشبان أنفسهم بصورة طمأنت جماهيرهم بمستقبل أفضل إلا أنهم واجهوا خبرة لاعبي الأهلي وأصرارهم على التواجد في النهائي، وتناوب فيكتور (هدفين) والحوسني وكامل المر على تسجيل الأهداف الأربعة ليزفوا فريقهم نحو النهائي وسيكون تحقيقهم للقب اليوم تعويضاً كافياً لموسم متذبذب فنياً.