عادت إشكالية قيادة المرأة للسيارة لتطفو على السطح من جديد من خلال النشاط الإلكتروني المستمر لمؤيدي الحملات التي تنطلق بين فينة وأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، وآخر ما خرجت به الناشطات في هذا الأمر هو وضعهن شروطا للقيادة غدا الجمعة دعما للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة. وأبرز الشروط في صفحتهن على ال"فيس بوك" لقيادة السيارة في هذا اليوم الالتزام بالحجاب الشرعي، ورفع العلم السعودي وصورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وعدم الخروج إلا للحالات الضرورية كشراء غرض مهم أو الخروج للمستشفى، وأن تكون القيادة داخل المدينة فقط، وأن تحمل السيدة رخصة قيادة دولية وأن يرافقها رجل لحمايتها، بحيث يكون أحد أجهزتها مربوطاً بخدمات الإنترنت لمتابعة آخر تحركات الناشطات عبر مواقع التواصل الإلكترونية. وفي المقابل أطلق الجانب المعارض لقيادة النساء حملات مختلفة تحت مسميات متعددة أشبه ما تكون بالتهديد أو السخرية ومنها حملة "تكسير زجاج من تقود السيارة يوم 17 يونيو"، حملة "سأطبخ وأخيط ملابسي بنفسي" وحملة "ابشروا بالعقال يوم 17 يونيو"، حيث شكّل موضوع قيادة المرأة للسيارة في المملكة مجال سخرية لدى العديد من النشطاء والكوميديين الشباب في موقع "اليوتيوب" الذي خرج بعشرات الفيديوهات حول هذا الأمر وتناولت الانطباعات الإيجابية والسلبية في كيفية تقبل الفكرة بين أفراد المجتمع. وفي اتصال هاتفي أجرته معها "الوطن" ذكرت الكاتبة الدكتورة ثريا الكردي أن ما يخرج الآن من حملات تحمل في طياتها مفردات عنيفة ضد المرأة يدعو للعجب، مشيرة إلى أن إطلاق مثل تلك الدعوات سيولد المزيد من العنف ضد المرأة وهذا أمر خارج عن الدين الذي دعا إلى المعاملة الحسنة, موضحة أن هذا سيعكس صورة سلبية عن المجتمع السعودي أمام العالم، داعية إلى أن يتم الحوار بأسلوب حضاري من كلا الطرفين المؤيد والمعارض بعيداً عن كلمات العنف والتهديد والوعيد.