ما إن أبصرت الحكومة اللبنانية النور بعد 5 أشهر على تكليف الأكثرية الجديدة، نجيب ميقاتي بتشكيلها، حتى بدأت الأسئلة المثيرة تطرح نفسها. وفي مقدمة تلك الأسئلة، ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وموقف الحكومة الجديدة منها، والقرارت الدولية 1559 و1701، ومسألة السلاح غير الشرعي اللبناني والفلسطيني، ومعادلة المقاومة في ظل الجيش والقوى الأمنية، وتطورات الأحداث في سورية، وبقاء أو عدم بقاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن اللذين تربطهما بتيار المستقبل علاقات وثيقة. وفي حين لفت توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى السعودية غداة تأليف الحكومة لأداء مناسك العمرة، على حد ما ذكرت أوساط رئاسة الحكومة، انصرفت قوى الأكثرية الممثلة في الحكومة إلى سلسلة اتصالات ومشاورات لحل مشكلة استقالة الوزير طلال إرسلان والإعداد لمسودة البيان الوزاري. وسارعت قوى المعارضة إلى رفض حكومة "اللون الواحد" وأطلق عليها مسؤولون معارضون لقب "حكومة سورية" و"حكومة حزب الله"، وتوقعوا أن تؤدي سياساتها إلى تدمير لبنان وإضعافه وجر الويلات عليه. وفيما قال رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إن حكومة ميقاتي لا يمكنها مواجهة العواصف حولنا، أعرب عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر عن اعتقاده بأن "حكومة ميقاتي لن تعيش طويلاً، بل ولدت ميتة بالأصل"، معتبراً أنها "ستكون حكومة الكارثة الاقتصادية، لأنها ستؤدي إلى عزلة لبنان". وأكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت "عدم إعطاء الثقة للحكومة الجديدة"، كاشفا أنه "قد تنشأ ولأول مرة في لبنان "حكومة ظل" معارضة في وجه الحكومة، من شأنها متابعة الملفات المطروحة. ولفت منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد إلى أنَّ لبنان أصبح رهينة بيد "حزب الله والنظام السوري"، بعد تشكيل حكومة يتمتع فيها الحزب وحلفاؤه بغالبية الوزراء. وفي أول مواقف تطلق من السياسات العسكرية والأمنية التي ستعتمدها الحكومة قال وزير الدفاع فايز غصن "إن الجميع يرغب في أن تكون الحكومة وحدة متكاملة لما فيه مصلحة الوطن". وأكّد وزير الداخلية مروان شربل أن "الأمن لن يكون بالتوافق على الرغم من كوني شخصية توافقية"، مشدداً على أن "القانون سيطبق في كل المناطق، وليس في بيروت فقط". من جهته قال الوزير عن حزب الله محمد فنيش "الحكومة ليست حكومة مواجهة مع المجتمع الدولي إنما حكومة تحصين لبنان وتعزيز قدراته في مواجهة التحديات والتهديدات الإسرائيلية".