في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي ضد قمع المعارضين، أعلنت السلطات السورية عن منع ابن خالة الرئيس بشارالأسد، عاطف نجيب ومحافظ درعا السابق فيصل كلثوم من مغادرة البلاد، لتسببهما في "إحداث ضرر لبعض المواطنين" في درعا. وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات في جسر الشغور والقرى المحيطة بها بدعوى تطهيرها من المنظمات الإرهابية المسلحة.وأفادت مصادر رسمية عن نزوح حوالي 50 ألفا من المنطقة المحيطة بجسر الشغور. وقال لاجئون على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، إن الجيش يعتقل مئات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما. وأوضح هؤلاء أن الدبابات قصفت مسجدين، وهناك ثلاث جثث من السكان الفارين ملقاة على الطريق، فيما تحدث هارب آخر عن وجود تسع جثث في جسر الشغور وسبع على المشارف. وروى لاجئ من مدينة جسر الشغور في تركيا أنه شاهد دبابات سورية تتواجه فيما بينها أثناء سيطرة القوات السورية على المدينة. وتقول جماعات حقوقية سورية إن 1300 قتلوا منذ بدء الانتفاضة، فيما أشارالمرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من 300 من الجيش والشرطة. في المقابل، تحدثت الروايات الرسمية عن عودة الأمان والطمأنينة لجسر الشغور ومحيطها بعد تطهيرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة. وأفادت أن "الجيش يلاحق أفراد التنظيمات المسلحة التي تظهر من وقت لآخر بعد هروبها من المدينة باتجاه الجبال والمنطقة الحدودية مع تركيا ومعرة النعمان". وحول تداعيات الوضع السوري، كشف تقرير لمنظمة الشرق الأوسط والباب الفتوح أعده منسق المنظمة الهولندى ستيفن دي خروت، أن عدم تصعيد الغرب للضغوط السياسية على نظام الأسد يعود إلى اعتقاده أن بقاءه يعد صمام أمان للمسيحيين فى سورية. وحول ردود الفعل الدولية، دانت الولاياتالمتحدة أمس أعمال العنف في سورية.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "على الرئيس الأسد أن يبدأ حوارا سياسيا. ويجب أن يكون هناك انتقال. وإن لم يقد الرئيس هذا الانتقال عليه أن يتنحى". كما أعلن السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار أرو أمس أنه لا يمكن لمجلس الأمن أن يصبح "الشريك الصامت" لقمع المتظاهرين في سورية. وفي مدريد، أكدت الخارجية الإسبانية أن سلوك السلطات السورية ضد شعبها "لا يمكن القبول به". كما طلب ساسة ألمان، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حيال ما يحدث في سورية في الوقت الراهن.