أخفقت أربع دول خليجية في إقناع باقي أعضاء "أوبك" السبعة خلال اجتماع المنظمة أمس في فيينا، برفع حصص الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً عما هي عليه الآن، لتستمر الدول الأعضاء في الإنتاج بنفس السقف الحالي والبالغ 28.8 مليون برميل. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في تصريحات أمس عقب اجتماع أوبك في فيينا إن المملكة وباقي دول الخليج في أوبك وهي الكويت والإمارات وقطر كانت تسعى إلى رفع سقف حصص الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل إلى 30.3 مليون برميل ولكن المقترح الخليجي لم يجد القبول بعد رفض سبعة دول رفع الحصص. وأضاف "في الأعوام الستة عشر الماضية التي كنت فيها وزيراً للبترول لم أشهد مثل هذه الموقف العنيد." ووصف الاجتماع بالأسوأ بين اجتماعات المنظمة، وقال: "لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق.. هذا أحد أسوأ الاجتماعات التي عقدناها على الإطلاق." وأضاف "أصررنا على إضافة 1.5 إلى السقف الحالي ( 28.8 مليون برميل) ليصبح الإجمالي 30.3 مليون برميل يومياً. وقضينا ثلاث ساعات في محاولة إقناعهم.. لكن أعضاء آخرين معارضين للاقتراح كانوا مصرين على رفضهم". واتفقت أوبك على الاجتماع مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر من الآن بصورة طارئة للنظر في مدى احتياج السوق العالمية إلى المزيد من الإمدادات؛ وعلى ضوء هذا الاجتماع سيتحدد ما إذا كان من الممكن رفع سقف الإنتاج أم لا، بحسب ما أوضحه الأمين العام لمنظمة أوبك المهندس عبدالله البدري أمس؛ والذي أكد عقب الاجتماع أن هناك ما يكفي من النفط في السوق حالياً، وأن مخزونات أوبك ارتفعت إلى 4.5 ملايين برميل يومياً من 4 ملايين برميل . من جهته أوضح كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي في تصريح إلى "الوطن" جون اسفاكياناكيس أن قرار أوبك ليس بالسيئ خاصة وأن الدول قررت العودة بعد ثلاثة أشهر للنظر في مدى احتياج السوق والتي تبدو حالياً في حالة جيدة من ناحية الإمدادات. وقال اسفاكياناكيس : "لا يوجد جديد في نتائج الاجتماع لقد قلت منذ عشرة أيام إن الاجتماع لن يسفر عن أي زيادة في حصص الإنتاج لأن السوق متوازنة؛ وهاهو اجتماع الأمس يؤكد أن السوق ليست بحاجة إلى رفع الحصص حالياً". وأوضح النعيمي عقب الاجتماع أن المملكة ملتزمة بإمداد سوق النفط بكل احتياجاتها، وقال الوزير إن اجتماع أوبك القادم سيعقد في 14 ديسمبر. وأشار إلى أن الأعضاء الخليجيين اقترحوا رفع الإنتاج بناء على تقييمهم للطلب في النصف الثاني من العام. وأكد النعيمي أن مصداقية أوبك لن تتضرر من جراء فشل المنظمة في الاتفاق على زيادة الإنتاج. وقال للصحفيين "السوق لن تشهد نقصاً لأننا لم نتوصل إلى اتفاق." وأضاف أن لأوبك دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن في سوق النفط العالمية، وان السعودية العضو المؤسس للمنظمة أبعدت السياسة عن المنظمة وجعلتها منظمة اقتصادية بدرجة أكبر. وقبيل الاجتماع أعلنت كل من الإكوادور وفنزويلا وأنجولا عدم حاجتها إلى رفع مستوى الحصص نظراً لأن العرض والطلب والسوق في حالة متوازنة تماماً، وأبدت هذه الدول رضاها التام عن سعر النفط عند 100 دولار للبرميل وهو سعر مختلف عن السعر الذي تفضله المملكة والذي يترواح بين 70 و 90 دولاراً للبرميل. فيما أعلن بعد الاجتماع ممثل حكومة العقيد معمر القذافي الليبية عمران أبو كري أن ليبيا عارضت رفع الحصص وأنها راضية عن مستوى الأسعار الحالي. وقال مندوب رفيع في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك إن فشل المنظمة في التوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج يترك للأعضاء حرية الإنتاج كيفما يشاؤون. وأفاد المندوب للصحفيين أن الاتفاق ليس تمديداً لسقف الإنتاج الحالي.. إنه يعني وفاة نظام الحصص الحالي ودعوة للبلدان لتفعل ما تريد حتى الاجتماع القادم لأوبك." وذكر أن السعودية أمدت السوق بكميات من النفط تبلغ 9.16 ملايين برميل يومياً في شهر مايو وإن الرقم سيزيد في يونيو .