هزت ثمانية انفجارات قوية وسط العاصمة طرابلس وارتفعت سحابة دخان كثيفة فوق قطاع مقر إقامة العقيد معمر القذافي في باب العزيزية، ثم تلته سبعة انفجارات أخرى بفارق بضع دقائق. وسمع دوي الانفجارات بقوة في الفندق الذي ينزل فيه مراسلو الصحافة الدولية في طرابلس، والذي يبعد مئات الأمتار عن مقر إقامة القذافي. تزامن القصف الأطلسي لطرابلس مع وصول المبعوث الروسي إلى بنغازي أمس، وإعلانه استعداد بلاده للوساطة بين الثوار والقذافي. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ومبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارجيلوف، إن "البعثة الروسية جاءت إلى بنغازي بهدف تأمين الحوار بين طرفي النزاع في ليبيا". وأضاف "إن روسيا تتمتع بوضع فريد نظرا لوجود سفارة لها في طرابلس إلى يومنا هذا وهي تنوي في الوقت الحالي لقاء المعارضة الليبية". وأشار مارجيلوف إلى أنه سيتوجه غدا إلى القاهرة وأنه يخطط لزيارة طرابلس فيما بعد، دون أن يحدد موعد هذه الزيارة، مؤكدا أن روسيا مستعدة للعب دور الوسيط بين طرابلس وبنغازي. وفي سياق متصل دعت الصين الأطراف المعنية في ليبيا إلى أن تعطي الأولوية لمصالح البلاد وشعبها وأن تدرس بجدية خارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي في مؤتمر صحفي في بكين "إن الصين تحث جميع الأطراف الليبية على التوصل إلى وقف إطلاق للنار وحل الأزمة من خلال الطرق السياسية مضيفا أن بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي". وتابع "ينبغي أن يقرر الشعب الليبي مستقبل بلاده، والصين تحترم اختيار الشعب الليبي". من جهته جدد مجلس الوزراء الليبي التزام طرابلس الكامل بمبادرة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا. وقال خلال اجتماعه العادي الخامس بطرابلس إنه " في الوقت الذي أعلنت فيه ليبيا التزامها بقراري مجلس الأمن 1970و 1973 ووقف إطلاق النار فإن حلف الناتو يواصل تجاوزاته لروح ونص هذين القرارين بالقصف الجوي المستمر للمنشآت المدنية والعسكرية واستهداف قتل المدنيين بشكل مباشر وليس حمايتهم واقتراف الاغتيالات السياسية لرموز الشعب الليبي واستمرار فرض حظر بحري ظالم على ليبيا وحرمان الشعب الليبي من الوقود".