قالت الروائية فوزية الخليوي: إنني أرفض ارتداء الأقنعة التي يريدها البعض والانحناء لما يبتغون وأبتلع لساني، مشيرة إلى أن كتاباتها ليست صادمة للمجتمع بقدر ما هي لبث روح التصالح مع الذات عند المرأة لتشعر براحة داخلية عميقة تساعدها على تلمس الجوانب المعتمة في حياتها، لأن هذه العتمة تشعرها بالعزلة والغربة عن المجتمع، وأضافت: أنا أريد للمرأة أن تتعايش وتتناغم مع المجتمع وتستطيع أن تنسجم بسلام، ودون تخطي ثوابت التشريع والمبادئ الإنسانية السمحة. الخليوي تحدثت عن روايتها الحديثة "نساء العتمة" الصادرة عن "دار كتاب للنشر والتوزيع" بالإمارات، وقالت إن أحداثها تدور حول قضية احتجاز أخ غير شقيق لفتاتين في غرفة لمدة عشر سنوات بمنطقة جازان، حرمهما خلالها من الحياة الطبيعية والتعليم، وأيقظ هواجس الخوف والوحشة والمرض في نفسيهما، في ظل عجزهما عن إيجاد تفسير لسجنهما كل هذه السنوات، وتشير إلى أن القصة دفعتها للكتابة بحسبانها أمرا إنسانيا قد يسهم بطريقة أو بأخرى في لفت الأنظار وتسليط الضوء على صاحب المشكلة، علاوة على الهدف التربوي الذي ارتأت أن يكون متوفرا في الرواية. وأضافت الخليوي أن الكتابات النسائية الموجودة حاليا تدور حول نماذج لقضايا مجتمعية ما زالت محط إشكال مثل: ختان الإناث، وجرائم الشرف، وعضل البنات، وحرمان الأم من حضانة ابنها، وزواج القاصرات الذي كنت أسعى بشكل آخر لحله عبر تقديم مبادرة للشورى مدعمة بالأدلة لمنعه قبل البلوغ، وأوضحت أنها لم تجعل الحب "عصب السرد في الرواية"، وقالت: أود أن أركز على صرامة بعض الأعراف الاجتماعية، وأنا أسعى لتسليط الضوء على مطلب حقوقي، وأضافت أن عنوان الرواية ملهم لشد انتباه القارئ، وهو آخر ما يبقى في الذاكرة، وأنها حرصت على أن يكون العنوان مدللا على المحتوى، وهو "العتمة" التي عاشتها الفتاتان في سجن صغير لا يتعدى متراً ونصف في مترين، وبنافذة صغيرة، وهو كذلك يصف النهاية المأساوية لبقية الشخصيات الثانوية في الرواية اللواتي وقع عليهن الظلم. وعن الكتابة عن المرأة شددت الخليوي على أن "المرأة هي أفضل من يكتب عن المرأة"، مؤكدة أن هناك مشاعر وأحاسيس لن يستطيع الرجل إدراكها، خصوصا فيما يتعلق بمعاناة المرأة الجسدية، وقالت: إن أبرز مثال لذلك رواية "الفردوس اليباب" لليلى الجهني، حيث برعت في وصف مشاعر المرأة.