دعا مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في أنطاليا في بيانه الختامي أمس الرئيس السوري بشار الأسد إلى "الاستقالة الفورية" وإلى "تسليم السلطة إلى نائبه"، مكررا عزمه العمل على "إسقاط النظام". وجاء في البيان الختامي الذي تلي في ختام أعمال المؤتمر، أن المجتمعين "يلتزمون برحيل بشار الأسد وإسقاط النظام ودعم الحرية ويدعونه إلى الاستقالة الفورية من جميع مناصبه وتسليم السلطة حسب الإجراءات المرعية إلى نائبه". ودعا البيان أيضا "إلى انتخاب مجلس انتقالي يضع دستورا ثم تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة لا تتجاوز العام ابتداء من استقالة الرئيس". وكان "المؤتمر السوري للتغيير" انعقد الأربعاء والخميس بحضور شخصيات معارضة من أطياف مختلفة وشكل لجانا تنسيقية لدعم الحركة الاحتجاجية في الداخل السوري. وقدم المشاركون في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر نتائج عمل اللجان التي توزعت على مجالات "الإعلام والإغاثة والشهداء والتنسيق والاتصالات والقانون". وتلا أحد المشاركين ما توصلت إليه لجنة الإغاثة وهي "إنشاء صندوق الإغاثة السوري وتمويله من جمع الأموال من السوريين في الخارج على ألا يتم قبول معونات حكومية غربية والهدف مساعدة الجرحى وأهالي الشهداء واللاجئين والذين فقدوا وظائفهم". ودعت لجنة التوعية الثورية "إلى استخدام خطاب تفاؤلي من دون إفراط لكي لا نقع في الأحلام الوردية، كما تم الاتفاق على تجنب أي لفظ مسيء إلى أي طائفة أو مذهب". إلى ذلك عقد الأسد اجتماعا مع لجنة الحوار الوطني التي شكلها، وبحث مع أعضائها أهمية الحوار لتجاوز الحالة الراهنة وما اتسمت به من اضطراب سياسي واجتماعي. وأكد أن على "هيئة الحوار الوطني صياغة الأسس العامة للحوار المزمع البدء به بما يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات الوطنية للتعبير عن أفكارها وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأن مستقبل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية لتحقيق تحولات واسعة تسهم في توسيع المشاركة وخاصة فيما يتعلق بقانوني الأحزاب والانتخابات". كما أفرجت السلطات السورية عن مئات المعتقلين السياسيين تنفيذا لقرار العفو العام الذي أصدره الأسد الثلاثاء الماضي. من جانب آخر قتل 15 مدنيا برصاص قوات الأمن السورية في بلدة الرستن في محافظة حمص أمس وذلك وفقا لناشط حقوقي أكد أنه يملك لائحة اسمية للقتلى "قتل 15 مدنيا برصاص رشاشات ثقيلة استهدف المدينة". وأضاف أن "قوات الأمن تمنع دخول أي مساعدة للمدينة". وفي حمص أوقفت قوات الأمن لفترة قصيرة أربعة تلاميذ كانوا يشاركون في تظاهرة في المدينة. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن تلاميذ المعاهد والثانويات الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، ساروا بمناسبة نهاية السنة الدراسية في أحد شوارع حمص، ورددوا شعارات تدعو إلى الحرية ورفعوا أعلاما سورية. وقال إن "قوات الأمن فرقت المتظاهرين وأوقفت اربعة منهم لفترة قصيرة". وفي موسكو انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس "محاولات" الأسرة الدولية لتشجيع تغيير النظام في سورية. وقال لافروف "على الأسرة الدولية أن تنظر إلى الوضع في مجمله وألا تسمح بتأجيجه بهدف تغيير النظام" في سورية. وأضاف في ختام لقاء مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف "هناك مثل هذه المحاولات ونعتبر أنه يجب وضع حد لها".