تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل سافر، كل الجهود الدولية الداعية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بعقده الجلسة الأسبوعية لحكومته في قلعة داود في داخل بلدة القدس القديمة لمناسبة الذكرى السنوية ال44 لاحتلال المدينة وما يسمى ب"يوم القدس"، حيث أقر توظيف 100 مليون دولار لصالح مشاريع تستهدف تهويد المدينة وتقليص عدد السكان الفلسطينيين فيها. وبالتوازي مع هذه الجلسة نظم متطرفون يهود سلسلة من المسيرات في القدس وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية وسط تواجد عسكري إسرائيلي مكثف ووسط استياء واسع من قبل السكان الفلسطينيين. إلى ذلك، قررت الجامعة العربية طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطينية على أراضي قطاع غزة والضفة الغربية على أن تكون عاصمتها القدسالشرقية.وقالت لجنة المتابعة العربية لعملية السلام في الشرق الأوسط المنبثقة عن الجامعة العربية التي اجتمعت في الدوحة أول من أمس، أنها ستطلب العضوية لدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل. وأعربت اللجنة عن التقدير للموقف الذي عبر عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه بتحقيق السلام على أساس حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو 1967 وأن تكون حدود دولة فلسطين مع مصر والأردن وإسرائيل،مؤكدة رفض خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأميركي بتاريخ 24 مايو الحالي. معتبرة أن نتنياهو أغلق الطريق أمام إحراز أي تقدم نحو تحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية. وفيما اعتبرت حماس موقف لجنة المتابعة العربية مخيبا للآمال ودون مستوى التحدي، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الخيار الأساسي للفلسطينيين ما يزال يتعلق بإطلاق عملية سلام جادة للتوصل لحل مع إسرائيل رغم قرار لجنة المتابعة العربية التوجه للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وأشار عريقات إلى أن "الموقف الفلسطيني الذي عرض على لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها في قطر كان واضحا جدا وهو عملية السلام إذا ما وافقت الحكومة الإسرائيلية على قبول مبدأ الدولتين على حدود 1967 المحتلة". في إطار آخر، نفى عريقات أن تكون هناك اتصالات سرية قد جرت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز،كما روجت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مستذكرا أنه بموجب النظام الإسرائيلي فإنه ليس للرئيس الإسرائيلي أية صلاحية في موضوع الاتصالات السياسية. على صعيد آخر، أعلنت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أنها ستدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية إذا قرر نتنياهو سلوك الاتجاه الصحيح و"إلا فإن حزب كديما سيبقى بديلا لليكود".وقالت للإذاعة الإسرائيلية الرسمية " إن تطلع الشعب إلى الوحدة الوطنية يعكس انعدام الثقة بحكومة نتنياهو". وأضافت" أن وضع دولة إسرائيل لم يتحسن في أعقاب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء لواشنطن".