فيما يبدو أنه ثمر أينع قبل وقت قطفه، سجل حضور طلاب وطالبات التعليم في جدة خلال لقائهم بأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل مواقف تسوق في طياتها بشرى بأن المستقبل السعودي قادم إلينا بسنوات ضوئية. ساعة وربع الساعة قضاها الأمير خالد في قاعة المؤتمرات بجامعة الملك عبد العزيز في قصة كان أبطالها شباب وشابات سبق فكرهم العمر الزمني المفترض لعقولهم، هم العالميون الذين حازوا جوائز على أصعدة مختلفة توجت بنيل المملكة للمركزين الأول والرابع في مسابقة عالمية للعلوم والهندسة، والمركز الثاني في مسابقة علمية للحلول المبتكرة وجائزة للأداء العلمي المتميز. العالميون الصغار، طاولت أحلامهم وآراؤهم عنان السماء لتصل إلى فكر مختلف يقودنا نحو جيل سيصنع مستقبلا أجمل لهذا الوطن، ومادامت الأحلام مشروعة، فقد كان للطالبة داليا القرني طالبة الصف الثاني الثانوي وصاحبة كأس المركز الثاني عالمياً للحلول المبتكرة في عام 1430، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء العلمي المتميز في دورته الثانية عشرة، حلمها الخاص بأن يسبق اسمها لقب وزيرة الصحة السعودية "نقطة" وهو ما طرحته بسؤال على أمير المنطقة بقولها "هل سنرى قريباً ثمرات ملموسة لتفعيل دور المرأة وإمكانية تقلدها للمناصب العليا؟"، ورد الأمير خالد الفيصل بأن خدمة الوطن والمجتمع والدين لا تتأتى عن طريق المنصب، وإنما عن طريق الشخص نفسه في أي مكان وفي أي منصب. أما "العالمية" بيان محمد مشاط، الحائزة على المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة أنتل العالمية للعلوم والهندسة، وبعد أن أهدت جائزتها لخادم الحرمين الشريفين ولمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للإبداع والموهبة ولمدرستها ووالديها ومعلمتها حنان أحمد عبد الحميد التي أشرفت على مشروعها حتى رأى النور، طالبت بأن يسخر البحث للتطبيق من خلال تمكينها مع شركات متخصصة حتى يتم تطبيق مشروع بحثها فعلياً. كما طالبت بإدخال المنهج العلمي للبنين والبنات من المرحلة الابتدائية، ورد الأمير مثلجاً لصدر بيان حيث قال " شكراً يا بيان ونحن نفخر بك". وأيد الأمير خالد بقوة إدخال المنهج العلمي للمراحل الابتدائية وخاصة البحث العلمي. وأبلغ بيان بأنها ستكرم قريباً على مستوى المنطقة. أما الطالبة أمل أبو عطا الله فقد طالبت بإنشاء اتحاد للطلبة في الجامعات السعودية لحفظ حقوق الطلاب، ورد عليها الأمير بأنه سيبعث طلبها لوزير التعليم العالي من أجل النظر فيه. وكشف الفيصل عن مشروع لإعادة النظر في مراكز الأحياء في المنطقة واقتراحات بأن تكون هناك أندية للشباب في كل مركز، وذلك في رد على سؤال الطالب صالح الغامدي عن أماكن من المفترض أن تكون موجودة في منطقة مكة للاستفادة من أوقات فراغ الشباب. أما الطالبة الأديبة عبير أحمد الحارثي وهي طالبة بقسم الكيمياء بجامعة الملك عبد العزيز فقد بدأت حديثها بمقدمة شعرية وشاعرية نالت استحسان أمير المنطقة الذي رد عليها "أنت تلقين الشعر أحسن منى". وطالبت عبير باهتمام الجامعة بالأنشطة الاجتماعية للطلاب، وأن تكون هناك مكتبات عامة في الأحياء، وختمت المقطوعة التي كانت تعزفها بقولها "الفعايل تجلب العلم الوكيد.. قالها خالد في أم الخير وفعل"، ورد الفيصل بأنه لابد من الاهتمام بدور الجامعة في المجتمع والتركيز على النشاط اللاصفي حتى في التعليم العام، مبينا أنه ستنطلق مكتبة الملك فهد العامة في جدة في شعبان المقبل. أما عبد الرحيم الحازمي فقد تحدث عن استقطاب مؤسسة الفكر العربي لكبار السن، وافتقار الشباب لمثل تلك المؤسسة، فأجابه الفيصل بأن "مؤسسة الفكر العربي ليست للكهول فقط، ولكن للشباب أيضاً".