شهدت بغداد أمس سلسلة تفجيرات أسفرت عن 19 قتيلا وإصابة 84 آخرين، بالتزامن مع الإعلان عن انسحاب القوات البريطانية الكلي من العراق. ففي منطقة التاجي شمال العاصمة قتل 7 أشخاص وأصيب 10 آخرون أغلبهم من عناصر الشرطة في هجوم نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا على رتل للجيش الأميركي، بعد دقائق من انفجار سيارة ملغومة أثناء مرور الرتل الأميركي الذي لم تعرف خسائره. ونجا الناطق باسم الحكومة، ياسين الشيخلي من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة أثناء مرور موكبه في شارع البلديات بجانب الرصافة، أسفر عن إصابة اثنين من أفراد حمايته. وقرب مستشفى يقع في مدينة الصدر بجانب الرصافة قتل شخصان وأصيب 7 بجروح بانفجار عبوة ناسفة الحقت أضرارا بعدد من المحال والمباني القريبة من موقع الانفجار، وفي ذات المدينة انفجرت عبوة أخرى في سوق شعبية أصابت خمسة أشخاص بجروح، وبانفجار مماثل في ساحة الواثق وسط العاصمة قتل مدني وأصيب 12 آخرون، بينهم اثنان من الشرطة واثنان من رجال المرور واثنان من رجال الدفاع المدني، وفي ساحة بيروت بشارع فلسطين أصيب ستة أشخاص بجروح بينهم ثلاثة من الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة، وفي منطقة السيدية جنوب غرب بغداد أصيب ثلاثة مدنيون بانفجار عبوة ناسفة في الشارع التجاري بالمنطقة، كما قتل مدنيان وأصيب 15 آخرون بانفجار أربع عبوات ناسفة وسيارة مفخخة قرب مقر اللواء الخامس للشرطة الاتحادية في حي العامل جنوب غرب بغداد. وعلى خلفية الأحداث التي شهدتها العاصمة بغداد أمس طالبت لجنة الأمن والدفاع النيابية باستدعاء القادة الأمنيين لمجلس النواب للوقوف على أسباب تراجع الملف الأمني. وقال نائب رئيس اللجنة أسكندر ل "الوطن " إنه "لابد من مناقشة الخطط مع القادة وما ينبغي عمله لإجراء التغيير، لأنه ضروري في المرحلة الحالية". على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس أن القوات البريطانية غادرت البلاد بشكل كامل وأن القوات العراقية والأميركية ستقوم بالمهام التي كانت منوطة بها، مؤكدا أنه لم يعد هناك من جنود بريطانيين في العراق. وغادر القسم الأكبر من الجنود البريطانيين الذين كانوا ينتشرون في العراق في يوليو 2009 من البصرة جنوب البلاد حيث تركزت أغلب مهامهم، لكن "بطلب من الحكومة العراقية" واصل سلاح مشاة البحرية البريطاني تدريب نظيره العراقي "على الدفاع عن مياهه الإقليمية وعن بناه النفطية في البحر"، على ما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، غير أن بريطانيا ستواصل بعد انتهاء المهمة دعم برنامج التدريب الذي يؤمنه الحلف الأطلسي وستستقبل عسكريين عراقيين في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهورست في المملكة المتحدة.