أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور طارق بن موسى الزدجالي أن انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية يأتي وسط ظروف عربية بالغة التعقيد والحساسية، ووصف ما يحدث في الأوساط العربية ب"هبات وانتفاضات" اختلطت بها أنات الجوع بأشواق الحرية. وشدد الزدجالي خلال افتتاح وزير الزراعة رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم أمس اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، على أن المسؤولين العرب أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليهم التعامل الواعي مع هذه المرحلة والعمل على صياغة ترياق شافٍ يفي بمتطلباتها ويحقق تطلعات الجماهير وطموحاتها في الحرية والمشاركة والإدارة الرشيدة للموارد والثروات، دون التفريط في الأمن أو الانزلاق إلى الفوضى. وأضاف الزدجالي أن مجلس جامعة الدول العربية بادر بإصدار قراره الذي نص على عقد اجتماع مشترك لمجلس وزراء الخارجية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي بمشاركة المنظمات العربية المتخصصة وصناديق ومؤسسات التمويل العربية للنظر في متطلبات المرحلة الراهنة وما تشهده المجتمعات العربية من تطورات وتحولات كبرى، مشيرا إلى أن المجلس شدد على ضرورة إعطاء الأولوية خلال المرحلة الراهنة لموضوعين رئيسيين هما التشغيل للحد من البطالة، والأمن الغذائي ومحاربة الفقر، ووصف الزدجالي هذين العاملين ب"القنبلة" المفجرة للثورات والمغذية للاحتجاجات. وذكر الزدجالي أنهم طالبوا خلال اجتماع المجلس بضرورة زيادة موازنات المنظمات العربية بما يتناسب وحجم العمل الموكل إليها، وطالبنا بإحداث صندوق عربي لتوفير التمويل اللازم للتنمية الزراعية والسمكية في الوطن العربي، باعتبارها العمود الفقري للاستقرار الاجتماعي والسياسي في معظم المجتمعات العربية. وأبان الزدجالي أن قادة العالم أجمعوا على أن أزمة الغذاء العالمية الأخيرة كانت نتاج عشرين عاما من قلة الاستثمارات الموجهة للزراعة والإهمال الذي حل بالقطاع، الذي يوفر، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سبل العيش لنحو 70% من فقراء العالم، وبالتالي فمعافاته تعتبر شرطا ضروريا للتغلب على الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل. وقال الزدجالي "ما لم تعط دولنا اهتماما أكبر لتنمية وازدهار الريف، كما قضت بذلك البرامج الرئيسية لاستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين المقبلين، فستكون النتيجة تزايد الهجرة صوب المدن المكتظة أصلا بالسكان والمزدحمة بالعاطلين عن العمل، وبالتالي زيادة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول. وشدد وزير الزراعة رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم، على أهمية نتائج الجلسة ال37 التي عقدت في نواكشوط قبل 8 أشهر وما اتخذ فيها من قرارات مهمة منها متابعة سير العمل في تنفيذ استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة لعقدين مقبلين والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي وإعلان الرياض لتعزيز التعاون العربي لمواجهة أزمة الغذاء العالمية.