احتلت القضايا الأمنية الصدارة في خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال 5 أعوام عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية بنسبة 27 % من خطاباته، تلتها القضايا السياسية ثم الاقتصادية. جاء ذلك في رسالة الدكتوراه المقدمة من الأميرة الباحثة ملكة بنت سعود بن زيد آل جربا التي نوقشت مؤخرا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض بعنوان: اتصال القيادة السياسية بالمجتمع السعودي خلال الأزمات، دراسة تحليلية على عينة من خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المدة من 23 /6 /1422 حتى 18 /8 /1428، في ضوء الأسس العلمية لتكوين الرأي العام الوطني. وذكرت الباحثة آل جربا أنه استنادا إلى استقراء أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تمخض عنها من تبعات طالت الأوضاع الأمنية والسياسية والثقافية والاجتماعية في كثير من دول العالم، وفي المملكة بشكل خاص، سعت هذه الدراسة إلى تحليل خطابات خادم الحرمين الشريفين في ضوء الأسس العلمية لتكوين الرأي العام الوطني أثناء الأزمات، من حيث: مراكز الاهتمام في الخطاب، واستراتيجيات الإقناع المستخدمة، ومشكلات وأساليب الممارسة، وعناصر الاتصال، ومدى الاعتماد على تجزئة الجمهور في توجيه الخطاب. وأضافت الأميرة ملكة: إن بذل الجهود العلمية لدعم هذا الجانب من بحوث الإعلام والاتصال، في المملكة سيتسق بشكل واضح مع اتجاهات التطوير والإصلاح التي تنتهجها المؤسسة السياسية في المملكة بقيادة مباشرة من خادم الحرمين، كما أن هذه الحقيقة تشير إلى أن موضوع الدراسة وهو "خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعلاقتها بوسائل الإعلام في ضوء الأسس العلمية لتكوين الرأي العام" تعد دراسة ملحة وجديرة بالعناية والاهتمام، بل ومتفردة في مجالها وموضوعها. وتوصلت الباحثة إلى جملة من النتائج المهمة، التي أمكن من خلالها التعرف على أهم السمات والخصائص المتعلقة بالخطاب السياسي السعودي أثناء الأزمات، فقد بلغ عدد (خطابات، وكلمات، ومقابلات، وتصريحات) خادم الحرمين التي خضعت للدراسة 96 خطاباً، خلال (خمس سنوات) أي 60 شهرا، بمتوسط 3 خطابات كل شهرين تقريبا. وتوضح الأميرة ملكة أن الأسلوب الجمعي غلب بنسبة 60% تقريبا من الخطابات التي شملتها الدراسة، في مقابل الأنماط الأخرى للاتصال الإنساني، وكان الاتجاه العقلي هو الاتجاه الغالب في الخطابات التي شملتها الدراسة. غير أن اتجاه الطرح العقلي تركز في القضايا الاقتصادية، بينما تركز الطرح العاطفي في القضايا السياسية، وشكل الطرح المختلط (عقلي/عاطفي) المساحة الأكبر في تناول الخطابات للقضايا الأمنية.