شهدت محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) صباح أمس سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة أسفرت عن مقتل 27 وإصابة أكثر من 89 شخصا. وطبقا لمصادر في الشرطة العراقية فإن عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب نادي الأطباء القريب من كراج بغداد وسط كركوك انفجرت، أعقبها انفجار سيارة مفخخة بنفس المكان فيما انفجرت ثالثة قرب الشارع المؤدي إلى مقر الحكومة المحلية في كركوك. وقال مسؤول رفيع المستوى في الشرطة العراقية إن "عبوة ناسفة لاصقة انفجرت بسيارة مدنية في ساحة قرب مقر قيادة الشرطة في كركوك عند الساعة التاسعة والنصف صباحا ما أسفر عن وقوع ضحايا". وأضاف أنه "لدى تجمع أفراد الشرطة والدفاع المدني لنقل الضحايا، انفجرت سيارة مفخخة قرب المكان وأدت إلى وقوع عدد أكبر من الضحايا". وذكرت مصادر أمنية أن بين القتلى عددا من الضباط بينهم سكرتير مدير شرطة كركوك وهو برتبة رائد. وبعد مرور نصف ساعة، وقع انفجار ثالث مستهدفا موكب مدير التحقيقات الجنائية العقيد اراس محمد قرب مبنى محافظة كركوك وسط المدينة، وفقا لمصدر في الشرطة. وتعتبر هذه الهجمات الأعنف ضد الشرطة العراقية منذ مقتل 24 من أفرادها قبل حوالى أسبوعين بانفجار سيارة مفخخة في الحلة (95 كلم جنوب بغداد)، في هجوم تبنته "دولة العراق الإسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة. وتأتي هجمات الأمس بعد يوم واحد على اعتقال شخص يعتبر أعلى مسؤول عسكري في تنظيم القاعدة بالعراق ويدعى مخلف العزاوي (المكنى أبو رضوان)، بحسب ما أفاد متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية. وعلى خلفية تلك الحوادث التي شهدتها كركوك أعلن مدير شرطتها اللواء كركوك جمال طاهر تشكيل قوة مشتركة من الشرطة والجيش والبيشمركة تعدادها 120 عنصرا لحماية كركوك وسيتولى الجيش الأميركي تدريب الفوج الذي أطلق عليه تسمية "الأسد الذهبي" لمدة شهر في أكاديمية الشرطة في المحافظة. وسيضم الفوج العرب والكرد والتركمان لحماية استقرار الأوضاع الأمنية في الوحدات الإدارية التابعة لكركوك. من جهة أخرى، أكد متحدث أمني عراقي أن قوات من الجيش العراقي اعتقلت أمس طه حمد ياسين القيادي في تنظيم القاعدة وأصابت اثنين آخرين بجروح بمدينة الموصل(400 كم شمال بغداد). سياسيا واصلت القائمة العراقية مفاوضاتها مع التحالف الوطني تمهيدا لعقد قمة ثلاثية تضم إياد علاوي ورئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني. وقال المتحدث الرسمي باسم ائتلاف الكتل الكردستانية مؤيد الطيب ل " الوطن " إن البارزاني "كلف ممثله في بغداد نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس لرعاية مفاوضات القائمة العراقية والتحالف الوطني لتدارس أسباب عرقلة اتفاق أربيل من أجل العودة إلى اتفاق أربيل أو أي تعديل تتطلبه الظروف الجديدة وفي حال توفر الأرضية الملائمة ورغبة الكتل السياسية سيكون البارزاني هنا في بغداد ".