مكتب الإشراف بأبها يحمل بين جدرانه الكثير من المآسي ، من ضمنها مأساة تلك الفتاة التي حفيت أقدامها ذهابا وإيابا إليه منذ سنوات ، لا تريدهم أن يتصدقوا عليها بل تطالب بحقها ، أن توظف بديلة أو تعاقد كما حصل مع الكثير من قريناتها ولكن بفضل فيتامين "و" طبعا حصلن هن علي وظائف مرموقة أما هي فمن مكتب الإشراف النسائي إلى إدارة التعليم بحجة أن كل شيء من عند الرجال . وفي يوم من الأيام ذهبت تلك الفتاة إلى المكتب لعلهم أن يقدروا تعبها ونشاطها وطموحها اللا محدود وعندما وقفت أمام تلك المديرة فإذا بإحدى الموظفات تدخل بحماس برفقتها فتاة أخرى وتقول "يا أبلى ...هذي البنت اللي كلمتك عليها" ، فردت المديرة بقولها " طيب طيب" وهي تحاول ألا يتضح إلا أن الموظفة أخذت ورقة صغيرة من أمام المديرة وناولتها الفتاة، والفتاة لم تفهم حرج المديرة وبدأت تسأل ما هذا ، إلا أن الوسيطة أشارت لها بحركة العين وقالت لها "هذا رقم الوظيفة اشكري الأبلى". كل هذا أمام تلك الفتاة وهي مثل " الأطرش في الزفة " والتي كانت في قمة التفاؤل لعل فرجا قريبا إلا أن المديرة التي صرفت رقما وظيفيا لفتاة لديها واسطة قالت وبكل برود والله اسمك باقي ما وصله الدور . من الصدمة خرجت وهي تقول في نفسها " كيف يوصلني الدور والوظائف توزع للأقرباء وأصحاب الواسطة من قبل مثل هؤلاء المديرات اللاتي لا يراعين الله ولا الآخرين".