"باب النجار مخلّع"، هذا أفضل مثل يطلق على مقر موظفي وموظفات الشؤون الوقائية بجدة بمستشفى الملك سعود القديم، داخل ميناء جدة الإسلامي. فأول ما يتبادر إلى الذهن فور دخولك هو أن تتصل فورا ومن دون تردد باختصاصيين في الوقاية من الأمراض المعدية لكي ينقذوا هذا المكان الذي تحول إلى مصدر للأمراض والأوبئة، لكن سرعان ما تتذكر أن قاطنيه هم المسؤولون عن وقاية جدة من أخطار الأوبئة مما يضعك في حيرة من أمرك، فكيف لهؤلاء أن يطبقوا معايير السلامة على جدة ويغفلون مقرهم؟. فمن خلال جولة ل"الوطن" داخل مبنى الشؤون الوقائية بصحة جدة، لاحظنا افتقاره لأدنى معايير النظافة داخل أروقة مبنى مستشفى الملك سعود القديم، وانبعاث روائح كريهة من دورات المياه، فضلا عن انتشار المخلفات والأثاث القديم والأتربة داخل الأقسام وخارجها، حيث تبادر إلينا إحساس بأنه لا يوجد عامل نظافة واحد، لكن سرعان ما اكتشفنا أن عمال النظافة قد انشغلوا بغسل سيارات الموظفين. وزاد الطين بلة أن هناك إشاعة بين الموظفين عن تلوث مياه المستشفى بالجراثيم مما دفعهم إلى عدم استخدام دورات المياه والانتظار ليحين موعد انتهاء العمل خشية الإصابة بالأمراض. ورصدت عدسة "الوطن" وجود مجرى لمياه الصرف الصحي خلف مبنى العيادات القديم، مما تسبب في تجمع البعوض الذي قد يتسبب في نقل حمى الضنك للموظفين والمراجعين، إضافة لأسلاك الكهرباء المكشوفة وسيارات متهالكة لحملة برنامج الإيدز، لم تعد صالحة للاستخدام، واستخدام مواقف السيارات الخلفية لتجميع السيارات التالفة، إلى جانب الأقسام التي أوصدت بالسلاسل فبدت كمدن للأشباح. من جانبه، أكد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود، عدم صلاحية المبنى، مشيرا إلى تسليمه لإدارة الميناء، محملا إياها أي إهمال طال مرافقه سواء تلوث المياه أو تدني النظافة. ونفى مسؤولية الشؤون الصحية عن ذلك، مشيرا إلى أنه تم نقل المرضى وجزء من الموظفين للمستشفى الجديد في شمال جدة، موضحا أنه لم يتبق إلا موظفو الشؤون الوقائية الذين تم نقل مكاتبهم إلى مبنى وأضاف أن لديه توجيها من إمارة المنطقة بإخلاء المبنى، مستدلا على ذلك بنشر إعلانات في الصحف بحثا عن مقر جديد للإيجار، وذلك لنقل موظفي الشؤون الوقائية إليه. وكانت "الوطن" استقبلت عدة شكاوى من موظفي وموظفات بالشؤون الوقائية "تحتفظ بأسمائهم"، مفادها أن هناك إهمالا للنظافة بمقر المستشفى. وأشاروا في شكواهم إلى اتخاذ القطط من الأثاث المتهالك في فناء المستشفى ملجأ آمنا لها، مبدين خشيتهم من نقلها للأمراض، إضافة لانتشار البعوض بكثافة داخل الأقسام وعدم وجود مكافحة من قبل إدارة المستشفى، على الرغم من وجود سيارات مكافحة حمى الضنك داخل المستشفى، مما اضطرهم لشراء المبيدات الحشرية على حسابهم. إلى ذلك، رفض مدير عام ميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي الرد على تساؤلات "الوطن"، حول نقل مسؤوليات مبنى مستشفى الملك سعود القديم من قبل إدارة الشؤون الصحية لإدارتهم في الميناء، وإخلاء مسؤوليتها، وبالتالي تحمل إدارة الميناء مسؤولية توفير شركة النظافة، وترميم المبنى، والتأكد من سلامة المياه. وبرر رفضه بعدم الدخول في جدل مع الشؤون الصحية. وأفاد مدير الشؤون الوقائية في صحة جدة الدكتور عبدالله الصحفي، بأنه رفع طلبا لوزارة الصحة منذ فترة يتضمن أن إدارة الشؤون الوقائية بحاجة ماسة لوجود مبنى يضم كافة أقسامها.