انطلقت صباح أمس في شرق جدة الأعمال الميدانية للمشاريع العاجلة لحماية جدة من أخطار الأمطار والسيول بعد توقيع عقودها التي بلغت قيمتها نحو 265 مليون ريال، على أن يتم الانتهاء منها خلال 197 يوما. جاء ذلك ضمن احتفالية توقيع عقود هذه المشاريع في موقع التنفيذ بشرق جدة، بحضور أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة التنفيذية لدرء أخطار السيول بجدة الأمير خالد الفيصل، الذي استدعى مواطنين من أحياء شرق جدة لحضور مراسم التوقيع، وطلبه من مواطن ومواطنة تضررا من السيول إعطاء شارة بدء العمل الميداني. وأكد الأمير خالد الفيصل خلال توقيعه عقود المشاريع على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بتذليل كافة العقبات وتسهيل جميع السبل لدراسة ومعالجة وتنفيذ مشاريع تصريف السيول والأمطار في جدة، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بتشكيل لجنة وزارية يرأسها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وعضوية وزراء الشؤون البلدية والقروية والمالية والنقل والمياه والصحة وأمير منطقة مكة، حيث انبثقت عن هذه اللجنة لجنة وزارية برئاسة أمير منطقة مكة وعضوية وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير المالية ووزير النقل ووزير المياه، لتنفيذ التوجيهات الكريمة بالبدء فورا في معالجة المشكلة كاملة. مشاريع عاجلة وأخرى دائمة وقال سموه "بدأنا جميعا بعمل سريع، حيث انقسم المشروع إلى قسمين، أحدهما للمشاريع العاجلة، التي نأمل منها تخفيف أضرار هذه السيول وأخطارها على جدة خلال الموسم القادم إن شاء الله"، مضيفا "كنا في سباق مع الزمن من أجل أن تنتهي المشاريع في أسرع وقت ممكن". وأشار الأمير خالد إلى أن المشروع الآخر يختص بإيجاد حل دائم من خلال توقيع عقد مع شركة عالمية لعمل دراسة وستنتهي في موعدها المقرر. وأضاف "اليوم نحتفل جميعا باستمرار البدء في المشاريع العاجلة"، مشيرا إلى أن بعضها بدأ بالفعل من قبل الأمانة مثل إنشاء بعض السدود، لافتا إلى أن المشاريع التي تم تدشينها أمس تعالج مشاكل بعض الأحياء من خلال فتح قنوات فيها وربطها بالقنوات القائمة في مدينة جدة، مبينا أن الأمانة طرحت هذا المشروع بعد دراسته، ورسا على شركة لتنفيذه، راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يسهم في تلافي أضرار الأمطار مستقبلا. قناتان ترتبطان بمجرى السيل من جهته، قدم أمين مدينة جدة المهندس هاني أبو رأس شرحا تفصيليا لمشروع الحلول العاجلة، مفيدا بأنها تتمثل في قناتين الأولى في أم الخير مفتوحة بطول 780 مترا وبطاقة استيعابية 1.600 مليون متر مكعب والثانية في حي السامر يبلغ طولها 3300 متر ترتبطان بمجرى السيل الشمالي. وبعد أن أنهى أمين جدة شرح تفاصيل المشروع طلب الأمير خالد الفيصل من المواطن محمد الجعيد من حي السامر والمواطنة فاطمة الطويرقي من حي أم الخير أن يتقدما بإعطاء شارة بدء انطلاق أعمال المشروع. وكان الجعيد والطويرقي ممن التقاهم الأمير خلال جولاته التفقدية بعد الأضرار التي لحقت بحيي السامر وأم الخير إثر الأمطار الأخيرة، وقد طلبهما الأمير بالاسم وفوضهما بإعطاء شارة انطلاق المشاريع. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية عبدالعزيز العبدالكريم أن الوزارة ممثلة في أمانة محافظة جدة كُلفت بتنفيذ جزء من الحلول العاجلة في حيي السامر وأم الخير، مؤكدا أن كافة الإمكانات متاحة لتذليل العقبات أمام أي مشكلة تواجه تنفيذ هذه المشاريع. إلى ذلك، أشار المشرف على مشروع درء مخاطر الأمطار والسيول عن جدة بإمارة منطقة مكةالمكرمة والمعار من شركة أرامكو أحمد السليم إلى أن المشروع سينفذ وفق مواصفات عالمية، فيما أفاد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب أن الحلول العاجلة المطروحة مناسبة جداً، مستحسنا فكرة القنوات المفتوحة وغير المغلقة، حيث تتناسب مع كمية السيول التي تنتج عن الأمطار الموسمية.