سيطرت قضايا الحريات وحقوق الإنسان وحماية اللغة العربية على مناقشات الأدباء والمثقفين ومسؤولي الاتحادات والنقابات الأدبية والفنية العربية الذي احتضنه مقر اتحاد كتاب مصر لبلورة مشروعات أجندة القمة الثقافية العربية المقترحة والمزمع عقدها في الربع الأول من العام المقبل. ودارت مناقشات الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر مئوية علي أحمد باكثير وأداره كل من الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب محمد سلماوي ورئيس الاتحاد الدكتور حسين جمعه في ثلاثة مستويات: الأول استراتيجي لحماية الثقافة العربية وتحقيق نهضتها، والثاني مستوى المشروعات المقترحة للقمة لكي تتبناها، والثالث مستوى القرارات المطلوب اتخاذها في الوقت الحالي. وقال الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب محمد سلماوي ل "الوطن": إن لجنة خاصة سوف تتولى صياغة مقترحات الأدباء والمثقفين الذين شاركوا في الاجتماع لرفعها إلى الجامعة العربية، حيث ركزت المطالبات على ضرورة توحيد التعليم في منهج واحد ولو في مادة واحدة يتم تدريسها في مختلف الدول العربية لترسيخ الهوية العربية، وكذلك استصدار التشريعات اللازمة لحماية اللغة العربية ودعم ميزانيات الثقافة وتشجيع رجال الأعمال على التبرع للثقافة عن طريق احتساب التبرعات الثقافية وخصمها من الوعاء الضريبي، كما تطرق النقاش للمسائل الإجرائية المتعلقة بالقمة وارتباط الثقافة بالسياسة. وشدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة اتخاذ قرارات واعتماد برامج لحماية اللغة العربية وضمان استخدامها في التعليم وتوحيد المرجعيات الفكرية والثقافية والالتزام بالتعريب وخاصة في المعارف وتحصين الأجيال الشابة وتعريف الأمة بمصادر الخطر وضمان حرية تنقل الكتاب العربي بين الدول العربية. من جانبه، أكد الدكتور حسين جمعة على ضرورة التركيز على قضية أو قضيتين لطرحهما على القمة واتخاذ قرارات بشأنهما مثل قضية حقوق الملكية الفكرية والإبداعية، بينما شدد رئيس اتحاد الفنانين العرب نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي على ضرورة أن يقوم العرب بالدفاع عن أنفسهم فلا يعقل أن يدافع فيلم هندي عن العرب وعن الثقافة العربية. وطالب أمين سر اتحاد الكتاب الفلسطيني حمزة برقاوي بضرورة بلورة ميثاق ثقافي قومي عربي ملزم للجميع تقره القمة، وقال الكاتب السوداني محمد قدور إن العبرة بالخواتيم؛ لذا فالمطلوب مشاريع قابلة للتوقيع تتحول إلى قوانين وقرارات ملزمة، مشيراً إلى أن القمة يجب أن تكون جولة تتبعها قمم ثقافية أخرى ولا تكون نهاية المطاف. وانتقد الإماراتى الدكتور ناصر عبود ضعف ميزانيات الثقافة في العالم العربي وقال هي ترضيات وميزانياتها أقل الميزانيات، وأبدى تخوفه من القمة الثقافية وقال إن القمم العربية لا تناقش الثقافة وإنما تناقش الإرهاب والبطالة. شارك في الاجتماع حشد من المثقفين والأدباء منهم الدكتور حسن حنفي والدكتور مصطفى الفقي ومحمد السيد عيد والدكتور أحمد يوسف أحمد وممثلة اليونسكو سهير رمزي وممثل الأمانة العامة للجامعة العربية السفير محمد الدالي.