كشفت إحصائية حديثة لمركز الأبحاث ومكافحة الجريمة بوزارة الداخلية عن ارتفاع حالات العنف الأسري، وتصدر مدينة الرياض لمعدلات انتشار العنف الأسري بنسبة 45%، تليها مدينة جدة بنسبة 12%، ثم الدمام بنسبة 5%. فيما سجلت المنطقة الشمالية بالمملكة أقل معدلات العنف الأسري بنسبة 2%. وكشف أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وجدي شفيق ضمن عرض قدمه أمس عن الإرشاد النفسي والأسري للعاملين في مجال الحماية الاجتماعية أن الإحصائية التي أعدها مركز الأبحاث ومكافحة الجريمة بوزارة الداخلية، تؤكد ارتفاع حالات العنف الأسري. وشبه الدكتور شفيق خلال محاضرته التي افتتح بها أمس فعاليات وورش عمل كرسي عبدالله بقشان، التي ينظمها فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة وتستمر أربعة أيام الزوج والزوجة بخمسة نماذج حيوانية رمزت لطبيعة العلاقة بين الزوجين منها: "تشبيه الشخص المهاجم والعدواني بسمك "القرش" والمنسحب ب"السلحفاة"، وشبه الزوج أو الزوجة الإيجابية بالدب الوديع، ورمز للشخصية المخادعة من الزوجين "الزوج أو الزوجة" بالثعلب فهو عند حدوث مشكله يراوغ ويمكر ويخدع ويحرص على الخروج بنتيجة معينة تكون غالبا في صالحه مشبها ذلك بالأزواج الخائنين. وبين أن العنف الأسري بات مقلقا للمجتمعات العربية والغربية وتندرج تحته كل أشكال السلوك العدواني وله دوافع ذاتية واقتصادية واجتماعية منها عناد الزوجة وعصبيتها، وإدمان الزوج ومشاهدة الأفلام الإباحية، والصمت في الحياة الزوجية وتخلي الأب عن مسؤوليته وإدمان أي من الطرفين المعاكسات الهاتفية، واستباحة الزوج لراتب الزوجة الموظفة. وتطرق شفيق إلى عدة نماذج للعنف الجسدي منها الضرب والخنق والرفس والقرص والبصق والحرق والتهديد ورمي الأشياء على الضحية والاحتجاز، ومنه التعنيف بالكلام والصراخ والتهديد بالوعيد أو القتل وانتقاد الشكل الخارجي. والاعتذار بأعذار واهية وعزل الضحية عن المجتمع وإهمال الاحتياجات النفسية والبدنية للضحية ومراقبة المكالمات الهاتفية وإحراج الضحية أمام الآخرين، ومنها فتح حساب باسم الشخص دون علمه واستخدام حسابه وتحطيم ممتلكات الغير وتكسير الهواتف ومنع التحدث بها، وطلب ممارسة الجنس بشكل ملح ومقزز وممارسة بعض الأفعال الجنسية بالإكراه ومحاولة الاغتصاب. وبين أن النتيجة إصابة الشخص بصراعات نفسية وعزلة وعاهات وتفكك، وأشار إلى أن الآثار الجسدية تتشكل في الإصابات بالعاهات والشجات والتمزقات، وفقدان الحواس والصدمات والشلل أو الوفاة. وبين أن كثره تعرض الأفراد للعنف تولد سلوكيات سلبية كالسرقة والانحراف والجريمة والعناد واضطرابات التواصل والإدمان، والقلق وكراهية المنزل والاضطربات العقلية والآلام الجسدية، وأمراض نفسية وجسمية وصداع وتوتر. وأضاف أن آثار العنف الاجتماعية ارتفاع الجريمة والجنوح والانحراف وتدمير الطاقات، وكل هذه الآثار تهدد المجتمع بالتفكك والانهيار، ويتجه الشخص المعنف لتعنيف أسرته مستقبلا، مع انتفاء توفر إحصائيات عربية دقيقة، لافتا أن الفئات الأكثر عرضة للعنف هم فئة المسنين والمرأة والطفل. وقال إن الإرشاد الأسري يجب أن يوجه من قبل المختصين للأشخاص المعنفين والواقع عليهم العنف، ومعرفة أنماط ونقاط الضعف للأفراد.