حل بعض عظماء كرة القدم السابقين مساء أول من أمس، ضيوفاً على العاصمة الشيشانية غروزني، لخوض مباراة ودية "غريبة" جمعتهم بفريق يضم الرئيس الشيشاني رمضان قدريوف المتهم من جانب الحقوقيين بارتكاب جرائم قتل وخطف. وضم فريق النجوم المعتزلين لاعبين من طراز الأرجنتيني دييغو مارادونا والبرتغالي لويس فيغو والايطاليين فرانكو باريزي واليساندرو كوستاكورتا. وأُقيمت المباراة الودية أمام 30 ألف متفرج احتشدوا في الملعب الجديد الذي شيد في غروزني. وانتهت المواجهة بفوز فريق قدريوف 5-2 بفضل ثلاثة أهداف من الرئيس الشيشاني، مقابل هدف لمارادونا في مباراة بنكهة ديبلوماسية جاءت لتأكيد عودة الحياة الطبيعية إلى الجمهورية المضطربة في القوقاز الروسي التي شهدت حربين مع روسيا. وقال فيغو بعد المباراة "غروزني تتطور، البنى التحتية أفضل من أي وقت مضى"، مضيفاً "الوضع سيتحسن في غروزني والناس يعيشون بطريقة جيدة". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نجمي ميلان والمنتخب الإيطالي سابقاً، باريزي وكوستاكورتا إنهما استمتعا بالقدوم إلى غروزني، وأضاف الأول في حديث ل"ريا نوفوستي" "الأجواء كانت ببساطة رائعة"، فيما قال الثاني للوكالة ذاتها بإنه استمتع بالحفل الموسيقي الذي نظمته حكومة قديروف. ووصل اللاعبون السابقون إلى الشيشان قبل ساعات قليلة من المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة. وهذه المباراة الاستعراضية الثانية التي تقام في شمال القوقاز خلال فترة شهرين بعد تلك التي جمعت نجوم المنتخب البرازيلي السابقين بفريق محلي بقيادة قديروف. وهدفت تلك المباراة أيضاً إلى تعزيز روح الاستقرار لدى الشيشانيين من خلال الرياضة، والتأكيد لوسائل الإعلام الدولية بأن المنطقة لم تعد مكاناً خطيراً. لكن لاعباً واحداً من الفريق البرازيلي الذي شارك في تلك المباراة كان نادماً على خوضها وهو نجم باريس سان جرمان الفرنسي سابقاً راي الذي اعتذر عن "تطبيعه" مع رجل متهم من قبل الحقوقيين بارتكاب جرائم قتل وخطف، مضيفاً "شاركت في شيء أدينه بشدة، شاركت في تظاهرة سياسية تحمل مضموناً كان مجهولاً بالنسبة لي، دون أن أعلم العواقب أو النوايا". ولم يكشف عن مضمون العقود التي جمعت اللاعبين بالزعيم الشيشاني في هاتين المباراتين؛ اللتين رأت فيهما جمعيات حقوق الإنسان وسيلة يستخدمها قدريوف من أجل استقطاب ثقة الشيشانيين من خلال الرياضة. وقد استخدم قديروف الأموال التي حصل عليها من الشيشانيين في الشتات من أجل التعاقد مع الهولندي رود جوليت للإشراف على الفريق المحلي تيريك غروزني، وهو ألمح بأنه قد يستخدم الملعب الجديد لتنظيم أحداث دولية رسمية.