بين مدير إدارة الرقابة التجارية في أمانة محافظة جدة سليمان المحميد أن العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل تقوم بخلط نشارة الخشب بالفواكه العطبة، والمعسل القديم في أماكن غير مستوفية الشروط، مؤكدا أن دور الرقابة التجارية في الأمانة في مثل هذه الأمور هو التحفظ على العمالة غير النظامية من خلال الجوازات، وتسليم القضية لوزارة التجارة، حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتطبيق الغرامات المنصوص عليها. وفي نفس السياق طالب أستاذ الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور أحمد نبيل أبوخطوة بوضع قيود لمنع دخول الجراك للمملكة، معللا ذلك باختلاطه بمواد حشرية خطيرة كالزرنيخ التي تعتبر من المبيدات الخطيرة على الصحة العامة، وذلك وفقا لتحاليل تم إجراؤها على أنواع يتم استيرادها من القارة الهندية. وحذر من خطورة التدخين على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن الجراك يسبب تسمم الهيموجلوبين في الدم، لافتا إلى أنه قد يؤدي للوفاة. وأوضح اختصاصي باطنية بمستشفى الحرس الوطني، الدكتور أحمد السيد أن التدخين من الأسباب المؤدية للسرطان، مبينا أن الأمر يزداد سوءا مع خلط التبغ بنكهات أخرى، لافتا إلى خطورة المعسل، نظرا لأن نسبة الدخان التي تدخل إلى رئة المدخن عن طريق الشيشة أكبر من السيجارة ، فضلا عن أن البعض من ضعفاء النفوس يقومون بإضافة نشارة الخشب والفواكه عليه، مما يضاعف من مخاطر هذه المواد على صحة الإنسان، حيث تتسبب في حدوث أضرار غير قابلة للشفاء، لاحتوائها على 400 مركب كيميائي مسرطن وغير مسرطن مهلكة للرئة. من جانبه، طالب عضو الجمعية العمومية والمدير التنفيذي السابق للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين عبد الله السروجي بحماية الأشخاص غير المدخنين، وذلك تزامنا مع اقتراب احتفال العالم باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يوافق 31 من الشهر الحالي. وكشف سروجي أن نسبة الوفيات بلغت حوالي 32 ألف شخص في المملكة عام 2006م، بينما بلغ عدد المدخنين في نفس العام ستة ملايين مدخن، موضحا أن نسبة المدخنين والمدخنات في زيادة، خاصة في وسط النساء، مرجعا ذلك إلى أن المحاكاة والتقليد عند النساء أكثر من الرجال، خاصة من سن 15-20 عاما، مبينا أنه كلما زاد العمر قلت نسبة الإقبال على التدخين، وذلك لزيادة الوعي. ويقول محمد إسماعيل (عامل في أحد المقاهي)، إن معظم العمالة يعتمدون على عملية الخلط في المنازل الشعبية والأحواش، مفيدا بأن حملات الأمانة غالبا ما يعلم بها هؤلاء العمالة من خلال إخبار بعضهم بعضا، مشيرا إلى أنهم يحرصون دائما على عدم إظهار المعسل المخلوط، وإظهار العادي، موضحا أن صاحب المقهى هو من يأتي به من متخصصين في إنتاج المخلط بحي الخمرة بالأحواش الشعبية التي لا تصلها الرقابة إلا نادرا. من جهته، أشار مدير إدارة مراقبة المنشآت التجارية بالإدارة العامة للتراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة الدكتور بشير بن مصطفى أبونجم إلى ضرورة تكاتف الجهود من جميع الجهات ذات العلاقة للحد من نسبة المدخنين في المملكة، مبينا أن عملية خلط التبغ، التي تقوم بها العمالة المقيمة التي تتخذ من المستودعات والبيوت الشعبية والأحواش مقرا للقيام بهذه المخالفات، ذات آثار سلبية كبيرة على صحة الإنسان، مؤكدا على اتخاذ الأمانة للإجراءات اللازمة للتصدي لهؤلاء، حتى لا يتسببوا في زيادة الأمراض الناتجة عن التدخين، مضيفا أن أضرار الخلط تكون في قلب تركيز المادة الفعالة، وزيادة ضررها إلى جانب نقل الميكروبات.