قال رئيس اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية سمير قباني إن رفع أسعار الشعير له انعكاسات سلبية على سلع غذائية أخرى منها اللحوم الحمراء والدقيق إضافة إلى عدد من المحاصيل الزراعية أبرزها البطاطس، حيث لوحظ مؤخرا اعتماد بعض مربي الماشية عليها كأعلاف لأنعامهم. وطالب قباني بتقليص الاعتماد على الشعير كعلف وحيد أو أساسي، مبينا أن حجم استيراده السنوي بلغ 7 ملايين طن ويمثل 50% تقريبا من إجمالي حجم الشعير المتداول عالميا, في حين يكلف دعمه خزينة الدولة 1.7 مليار ريال سنويا في حده الأدنى مما يجعله عرضة لمؤثرات خارجية وداخلية. وأوضح في تصريح صحفي أمس أن تنويع اعتماد غذاء الماشية على عدة مواد علفية أخرى وبديلة هو الأنسب على المدى الطويل، حيث إن الدولة اعتمدت دعم 19 مدخلا علفيا بهدف دعم المصانع الوطنية لزيادة إنتاج الأعلاف المركزة والتي أهمها الذرة الصفراء وكسب فول الصويا والذرة الرفيعة والشوفان وقشرة دوار الشمس حيث توفر الأعلاف المركزة غذاء صحيا ومتكامل العناصر وخاصة البروتين للماشية وأفضل من الشعير فقط. وثمن قباني اعتماد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز لعقوبات بحق 10 مؤسسات وشركات تستورد الشعير بعد ثبوت تلاعبها في الأسعار وتجاوزها نسبة هامش الربح المحددة بمقدار 5% من تكلفة الاستيراد بعد خصم مقدار الإعانة التي تقدمها الدولة ورسوم التفريغ في الموانىء والتي تضمنت التشهير وفرض غرامة مالية قدرها 50 ألف ريال والإغلاق لمدة 15 يوما وعدم صرف كامل الإعانة المستحقة عن الشحنة التي تم استيرادها من الشعير قبل تاريخ ضبط المخالفة والإيقاف عن الاستيراد لمدة ستة أشهر. وأوضح أن القرار جاء نتيجة تحقيق مراقبي وزارة التجارة من حالات مخالفة على ضوء شكاوى عديدة ومتكررة من المواطنين الذين تضرروا من التلاعب المستمر في أسعار بيع الشعير المدعوم من الدولة. وأشار إلى أن الشعير كما هو حال الكثير من السلع الحيوية يعد من السلع المدعومة بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وعموم المستهلكين في البلاد, وبالتالي فإن التلاعب برفع الأسعار سيؤدي إلى أضرار سلبية أبرزها رفع فاتورة أسعار اللحوم الحمراء على المستهلك, وكذلك التأثير على أسعار محاصيل أخرى مثل البطاطس التي يلجأ بعض مربي الماشية في استخدامها كعلف للماشية إضافة إلى الدقيق المدعوم. وطالب قباني بتنفيذ الخطة الوطنية للأعلاف الصادرة منذ فترة من الزمن والتعامل مع معوقات الاستفادة الكاملة منها, بما في ذلك دراسة أسباب تعثر العديد من مصانع الأعلاف القائمة وأيضا تلك المصانع التي لا تنتج بكامل طاقتها الإنتاجيه المتوفرة لديها ومن ثم دعم وتسهيل قيام مصانع حديثة لإنتاج الأعلاف وتوفير التمويل اللازم لقيامها من خلال صناديق التنمية المخصصة. في المقابل رفض مربو الماشية تصريحات رئيس اللجنة الزراعية بمجلس الغرف بتقليص اعتمادهم على "الشعير" كغذاء أساسي للماشية، وقال حمود السلمي أحد تجار المواشي بجدة إن تصريحات الرئيس لا يمكن الاعتماد عليها، فالشعير يعد غذاء رئيسيا للمواشي لعدم وجود بدائل. ووافق سلمان العتيبي ما ذهب إليه السلمي، حيث طالب بتوفير الشعير بكميات كبيرة بدلا عن تقليص الاعتماد، كون الكثير من التجار لا يعتمدون على الدقيق بشكل كبير أو الوسائل الغذائية التقليدية. في سياق آخر أكد محافظ الدرب غازي بن مالح الشمري توفر الأسمنت والشعير في محافظة الدرب بمنطقة جازان، نافيا وجود أزمة في هاتين السلعتين. وأشار الشمري إلى أنه تم أمس بيع 4 شاحنات أسمنت تحمل كل منها من 520 إلى 600 كيس أسمنت بسعر 14 ريالا للكيس، وكذلك شاحنة أخرى تبيع أكياس الشعير بسعر 40 ريالا للكيس تحت إشراف المحافظة، حيث قام مندوبوها بتنظيم طوابير المركبات والإشراف على بيع 20 كيس أسمنت و15 كيس شعير كحد أعلى لكل مركبة.