أعطت السلطات اليمنية إشارات إيجابية بقرب التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة المتفاقمة في البلاد منذ خروج مئات الآلاف من الشباب إلى ساحات التغيير للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وتم التأكيد على أن المعارضة والحزب الحاكم وحلفاءهما سيوقعون على المبادرة وسيصدق عليها الرئيس صالح، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، فيما تتمسك المعارضة بالتوقيع على المبادرة بدون تعديل أي أن يوقع عليها الرئيس صالح بنفسه ولا يصدق عليها بعد توقيعها من الأحزاب. وأكدت مصادر رسمية أن "الجهود تتواصل لإعداد مشروع اتفاق حل الأزمة السياسية المقدم من قبل دول مجلس التعاون في إطار المبادرة الخليجية، وذلك في ضوء الملاحظات التي أبداها حزب المؤتمر الشعبي العام. وتوقعت أن يتم التوقيع على مشروع الاتفاق في صنعاء من قبل عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي لصالح النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي، وأن توقعها كذلك قيادة اللقاء المشترك وحلفاؤها على أن يجري التصديق عليها بعد ذلك من قبل الرئيس صالح والشيخ خليفة بن زايد". من جانبها تمسكت المعارضة اليمنية بالمبادرة كما جاءت نصاً وروحاً "لأن أي تعديل فيها يفتح الباب لتعديلات تريد المعارضة إدخالها على المبادرة، خاصة أنها تواجه بمعارضة من شباب ساحات التغيير. وجددت مصادر في المعارضة تأكيدها على أنها ستوقع على المبادرة كما جاءت. وتأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، حيث يحذر خبراء اقتصاديون من خطورة مراوحة الأزمة السياسية "وأنه كلما تأخرت الأطراف في التوقيع على المبادرة الخليجية دخلت البلد في أزمة اقتصادية خانقة أكثر وأكثر". إلى ذلك تشهد صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى تظاهرات مؤيدة ومعارضة للنظام القائم، حيث يحشد كل طرف أنصاره لفعالية جرت العادة أن يقوما بتنظيمها يوم الجمعة من كل أسبوع. وأقر شباب التغيير في ساحات البلاد المختلفة إطلاق اسم "الشعب" على الجمعة التي سيتم إحياؤها اليوم. وأكدت مصادر في ساحة التغيير بصنعاء أن هذه التسمية "تأتي تمسكاً من الشباب بخيارات الشعب في إسقاط النظام ورحيل الرئيس ورفضاً لأية مبادرة تؤدي إلى إفلات النظام من العقاب". على الصعيد الأمني قال مصدر يمني إن شقيقين عضوين في تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قتلا في جنوب اليمن فجر أمس بقصف من طائرة أميركية من دون طيار. وأضاف المسؤول الأمني المحلي أن "طائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة بداخلها قيادي سعودي في تنظيم القاعدة كان متوجها إلى منزل الشقيقين لكنها أخفقت في إصابته". وأضاف "أن الشقيقين سمعا القصف فسارعا إلى المكان لمعرفة ماذا حدث فبادرت الطائرة إلى قصف سيارتهما مما أدى إلى مقتلهما".