دعا أستاذ البلاغة في جامعة حلب وجامعة الملك عبدالعزيز سابقا الدكتور بكري شيخ أمين إلى ضرورة اهتمام المفسرين والدراسات القرآنية بالبلاغة فذلك كفيل بالتحليق بهذه العلوم، حسب قول أمين في محاضرته "التذوق البلاغي" ضمن البرنامج الثقافي للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أول من أمس. وقال أمين: إن العرب يتذوقون الروائع البيانية منذ أن نزل القرآن الكريم فاستمعوا إليه وأعجبوا ببيانه، مستشهداً بقصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وموقف الوليد بن المغيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم. مؤكداً أن ذلك كان حين لم يتلوث ذوق العرب بأمم شتى ولغات مختلفة فبدأ التحول واللحن في اللغة العربية، فسارع الغيورون إلى تأليف المعاجم وأولها ما تناول الإعجاز البلاغي القرآني، حيث حوت المكتبة السليمانية في إسطنبول أكثر من نصف مليون مخطوط في هذا المجال وجلها مصورة اليوم في مكتبة الملك عبدالعزيز. وأكد أمين أن متذوق الجمال في النصوص الأدبية لا بد أن يكون مرهف المشاعر ممتلكاً لأدوات البلاغة. وقال في نهاية محاضرته إن أدب العصر المملوكي مظلوم كل الظلم بوصفه ب"عصر الانحطاط" وهي نظرة قاصرة سببها أنه حكم رأساً على هذا العصر بهذه الصفة التي ابتدأها المستشرق الألماني ميلر وتلقفها كثير من العرب.