لقي ما لا يقل عن أربعة أشخاص حتفهم وأصيب المئات عندما اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحكومة أمس، ففي صنعاء لقي ثلاثة محتجين حتفهم وأصيب ما لا يقل عن 200 آخرين عندما أطلقت الشرطة الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في صنعاء، وفي محافظة تعز، جنوب اليمن، قتل شخص وأصيب نحو 20 آخرين. وشهدت محافظة تعز اعتصاما حاشدا للمعلمين أمام مكتب التربية ضمن الإضراب الشامل الذي يدخل أسبوعه الثاني، مؤكدين تصعيد التحرك ما لم تتوقف تعسفات وزارة التربية ضد المعلمين المضربين. من جانبه دعا رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني الشباب إلى "التعبير عن مطالبهم بالوسائل السلمية وعدم الانجرار إلى المخططات التي تهدف إلى الزج بهم في دائرة العنف التي يرفضها المجتمع". وقال في كلمة ألقاها في مهرجان أقيم أمس في مدينة المخاء بمحافظة تعز "الموقف المبدئي للدولة يتفهم مطالب الشباب المشروعة، باعتبارهم رهان الحاضر وذخر المستقبل". وفي صنعاء قال مصدر في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة نقلاً عن مصادر طبية بمستشفى الثورة بصنعاء إن الشاب صلاح عبدالواحد توفي متأثرا بجراحه في اعتداءات قوات الأمن على مسيرة الأحد الماضي في شارع الجزائر. وأشار إلى أن القتيل كان من ضمن الذين اختطفوا بعد إصابته بطلق ناري من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في الاعتداء على المسيرة السلمية بشارع بغداد والجزائر بأمانة العاصمة. إلى ذلك كشفت وزارة الداخلية عن مقتل خمسة من رجال الأمن وإصابة 591 ما بين ضابط وصف ضابط وجنود خلال المواجهات الأخيرة بين قوات الأمن والمطالبين بإسقاط النظام. وقال مصدر في الوزارة إن سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى جاء أثناء أداء قوات الأمن لمهامها لمواجهة "أعمال الفوضى والتخريب التي تقوم بها عناصر خارجة عن القانون خلال التظاهرات التي يشهدها اليمن حاليا. في غضون ذلك دعا المجلس التنسيقي بالتعاون مع المركز الإعلامي بساحة التغيير بصنعاء إلى الخروج بمسيرة "شهداء الثورة" اليوم في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير في اليمن وذلك "توحيداً لصفوف كافة اليمنيين من الشمال إلى الجنوب ضد النظام القائم". وقال المجلس إن "مسيرة شهداء الثورة" تأتي "تخليداً لذكرى سقوط أول شهيد في الثورة محمد العلواني من محافظة عدن الأبية بتاريخ 16 فبراير الماضي". وفي الوقت الذي يستمر فيه الحراك الاحتجاجي للمطالبة برحيل الرئيس صالح بعد ثلاثة أشهر من انطلاقه، عقد مجلس الأمن الدولي بمبادرة من ألمانيا اجتماعه الأول المخصص للأزمة اليمنية. كذلك التقى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي ممثلين عن الرئيس اليمني. وقال مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام "سنؤكد مجددا للوسطاء تمسكنا بالشرعية الدستورية. لن نقبل بأي تغيير خارج هذه الشرعية". وقال مسؤول آخر في الحزب إن الرئيس الذي تنتهي ولايته في العام 2013، "انتخب من قبل الشعب ومن غير الوارد أن يتخلى عن تمثيل إرادة الشعب".