تواصلت ردود الفعل على التدخل الإيراني عبر حزب الله في الشؤون اللبنانية والعربية على حد ما تقول قوى 14 آذار. وقد أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أنّ "خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي هاجم فيه البحرين وأيّد التدخل الإيراني هناك، أخذ لبنان إلى المحور الإيراني بعيداً عما يلتزم به من خلال وثيقة الميثاق الوطني كما أنَّه ناقض الدستور من حيث إنَّ لبنان بلد عربي الهوية والانتماء". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، لفت مجدلاني إلى أنَّ "موقف الرئيس سعد الحريري بشأن رفضه أن يكون لبنان محمية إيرانية، ما هو إلا ردة فعل على خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الجنوب تجاه ما تقوم به إيران وحزب الله" وأعرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون عن عدم استغرابه في أن ينبري "حزب الله" للدفاع عن إيران وممارساتها الخاطئة في لبنان والوطن العربي، لافتا إلى أن الدعم المادي والمعنوي الذي يتلقاه "حزب الله" من إيران يؤكد أنه يمهد لإقامة جمهورية إسلامية في لبنان. واعتبر شمعون أن "حزب الله" لم يمثل يوماً السياسة اللبنانية وبالتالي هو حزب فارسي مطعم بعناصر لبنانية بغية إضفاء شرعية لحركته المشكوك دائماً بأمرها على الأراضي اللبنانية. ورأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح اليوم، "أن المشروع الإيراني انكشف في المنطقة العربية كلها، فهو يقوم على التحريض بين الشيعة والسنة العرب". ولفت إلى "أننا في لبنان لم تهدأ أحوالنا ولم تستقر سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا منذ دخول العنصر الإيراني إليه"، مشيرا إلى "أن الأمن والاستقرار والإخاء والحب هجرت أرضنا وبلادنا وحل محلها الكراهية والبغض والنكايات، وكانت حرب تموز التي دفع فيها لبنان أغلى ثمن". ورأى أن لبنان "لم يجد أحدا يقف إلى جانبه لمساعدته وإعادة بناء ما تدمر إلا الإخوة العرب، الذين تهاجمهم إيران اليوم وتهددهم ويهاجمهم حزب الله وصحبه، وكانت السعودية التي نسيها الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير في الطليعة، ولم يذكر سوى قطر، ونسي الكويت والإمارات". وفي سياق تبعات موقف حزب الله من البحرين ذكرت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية أن السلطات البحرينية طلبت من 16 لبنانياً، هم 14 شيعياً، وسني ودرزي، مغادرة أراضيها من دون أن تعطي أي إيضاحات لذلك. وأوضحت المصادر أن وزارة الخارجية تبلغت من سفير لبنان في البحرين عزيز قزي أن السلطات البحرينية طلبت من ستة لبنانيين يوم الأحد مغادرة البلاد، بعدما كانت طلبت الخميس الماضي من عشرة لبنانيين آخرين الأمر نفسه، مشيرة إلى أن البرقية لم تتضمن أي معلومات عن أسمائهم أو المدة التي أمضوها في البحرين أو الأعمال التي يتعاطونها. من جهة ثانية تقدمت المشاورات السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكدت مصادر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لإذاعة "لبنان الحر" أن أجواء تشكيل الحكومة إيجابية وتوحي بنقاش جدي وحقيقي بين جميع الأفرقاء ولا شيء مقفل ولكن المهم الوصول إلى فريق عمل متجانس. ولفتت المصادر إلى ضرورة أن تحدث التشكيلة صدمة إيجابية في الشارع وأن تكون مقبولة من الجميع.