تشيع مدينة جدة اليوم ابنها الكاتب محمد صادق دياب رحمه الله بعد أن تقرر وصول جثمانه فجر اليوم من لندن التي توفي فيها أول من أمس بعد معاناة مع مرض السرطان. وسيصلى عليه ظهرا في مسجد الجفالي قبل موارته ثرى مقبرة (أمنا حواء) التاريخية في جدة. على أن تنطلق مراسم العزاء مساء اليوم بمنزله الكائن في حي النزهة شمال جدة. ومازالت الأوساط الثقافية والإعلامية في المملكة تواصل نعيها للفقيد، وفي سياق ذلك وصف الكاتب يحيى باجنيد الراحل بأنه أكثر من صديق، التقى معه في اهتمامات مشتركة حول تاريخ جدة ومجتمع الحجاز. وقال ل"الوطن": كان من سكان الهنداوية وأنا من حارة الشام، التقيته للمرة الأولى في جريدة المدينة حين كان يعمل محررا فيها. ويمكنني أن أصف دياب بأنه علامة بارزة في الثقافة السعودية، شغف كل منا بالتراث حتى كتبنا كانت تلتقي في اهتماماتها، وقابلته للمرة الأخيرة قبل سفره إلى الخارج للعلاج بأيام قليلة، وعلى الرغم من حزني الشديد لنبأ وفاته، إلا أنني أقدر فيه جوانب إنسانية كثيرة، كان محبا للآخرين بشكل لا يمكنك إلا أن تحترمه لتعاليه على الخلافات والصغائر، وقد يكون ذلك نابعا من رومانسيته، إلا أنه في كتاباته كان واقعيا يكتب بحميمية بالغة حتى تحس أنفاسه في حروفه. أما الإعلامي عبدالله رواس فرأى أن دياب اختار التواد أسلوب حياة لأنه أحب الحياة، وقال: كان (أبوغنوة) لا تحلو الجلسة إلا بطلة منه، ولا يلتئم التحاور إلا باحتكام إليه، دائم التبسم، لا يحتدز فإذا أبدينا تعجبا تفاخر علينا بجداويته وردد (أهل جدة لهم من نسائم البحر الفة). وتساءل الرواس: من يملأ الفراغ من بعده؟ لا أحد. وأختار القاص محمد علي قدس عبارة (على مقام الحجاز وداعا يا دياب) مدخلا لحديثه وهو يقول: نتذكر ذلك الشهم الحجازي الذي عشق جدة، وأبدع في حكاياته وقصصه عن حاراتها، حكايات الدياب كنفسه الشفافة الصادقة تعبّر عن داخله وعن البيئة التي نشأ فيها. وأبدى الشاعر أحمد قران أسفه لنبأ وفاة دياب، وقال: لقد خسرنا علما من أعلام ثقافتنا الوطنية، لا يمكن تعويضه، واسمحوا لي أن أطلق عليه لقب عمدة جدة وعاشقها الذي كان محبوبا من الجميع، ومن يقرؤه لا يمكنه إلا أن يحب جدة ويحبه معها، وقد ألقى في قلبي حب هذه المدينة وهو يرسم شخصياتها بقلمه.