أرجع الكاتب النرويجي ايجينه روجانس التاريخ العربي الحديث إلى بداية الفتح العثماني للبلاد العربية عام 1516-1517 وتتويج إستنابول عاصمة للإسلام والعرب في تلك الحقبة حتى بداية الحرب العالمية الأولى, وقال في كتابه (تاريخ العرب) الصادر حديثا عن جولدندال 2011 : إنه مما سهل للعثمانيين السيطرة على الدول العربية كراهية العرب للمماليك الذين تسلطوا واحتكروا السلطة وخسارتهم عام 1516 على أيدي العثمانيين وبداية العلاقة بينهم وبين العرب الذين أجبروا على هذه العلاقة الجديدة ومحاولة التعايش مع الوضع. لكن الإمبراطورية العثمانية لم تستطع إخضاع كل العرب تحت سيطرتها كاملة أو إحداث خلل في العلاقات بين العرب الذين تجمعهم اللغة والقومية والثقافة والتاريخ المشترك، مما مهد لبداية نهضة عربية قومية سرية لمحاولة القضاء على السلطة العثمانية وظهور أفكار لم تكن موجودة في الثقافة العربية وتأسيس خلايا تهتم بالنهوض وتوعية العرب حيث شعروا أن لا مكان لهم إلا باجتماعهم معا على كلمة واحدة. ويتابع الكاتب: أن المهمة لم تكن سهلة على المثقفين العرب حيال التسلط العثماني على مقدراتهم حيث بدأت تتبلور أفكارهم رويدا رويدا وعقداً بعد عقد، وأخذ وعيهم السياسي يتطور من خلال احتكاك المفكرين والمثقفين بأفكار المستشرقين الذين كانوا يحاولون تصدير أفكارهم للعرب للقضاء على الإمبراطورية العثمانية. ومن أهم الدول العربية التي كانت مصدر إزعاج للعثمانيين مصر وسورية ولبنان والأردن بينما بقيت الجزائر وتونس بعيدا حتى بداية الحرب العالمية الأولى. في ختام الكتاب يقول الكاتب إن الخبرة والتاريخ يحتمان على العرب اجتماعهم للتغلب على أي محنة تصيبهم وهذا حدث عدة مرات في تاريخ العرب القديم والحديث وإنه اختار الحقبة الأكثر فرقة بين العرب واستطاعوا من خلال وعيهم الفكري والثقافي التخلص من أقوى الإمبراطوريات التي حكمتهم خلال أربعة قرون باسم الإسلام ولكنها كانت تكتم على حرياتهم ومحاولة طمس تلك المعالم إلا أنها لم تنجح بفضل لغتهم التي هي لغة القرآن الذين كان يجمعهم.