إشارة إلى الخبر المنشور ب"الوطن" تحت عنوان (التحقيق مع طبيب تعامل بقسوة مع مشلول في الرياض) في العدد 3833 وتاريخ 30 مارس 2011 والمتضمن قيام مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بفتح تحقيق الأسبوع الماضي مع طبيب أخصائي مقيم نتيجة تعامله بقسوة مع أحد المرضى المصابين بشلل نصفي، ولرغبتنا في إعطائكم وقراء الصحيفة صورة واضحة لخلفيات الموضوع نوضح ما يلي: 1 المريض عارف الفرشوطي (42 عاماً) أدخل للتنويم في المدينة عام 2009 لمدة شهر من تاريخ 13 / 12 /2009 إلى 12/1/2010 تلقى خلاله العلاج التأهيلي المكثف، وكانت لديه القدرة على الحركة دون الحاجة إلى المساعدة باستخدام العكازات على الأسطح المستوية ولم يكن راضياً عن هذا التقدم في حالته حيث إن هدفه الشخصي هو المشي بدون استخدام أية أدوات مساندة وبدون مساعدة، وتمت إعادة تنويمه بتاريخ 27 / 2 /2011 وما يزال لديه نفس الهدف من التنويم وهو المشي بدون الحاجة إلى أجهزة مساندة بالإضافة إلى القدرة على التحكم بالمثانة، ومن وجهة نظرالفريق الطبي من أخصائيين وأطباء وبناء على الخلفية الطبية ولطبيعة إصابة الأخ عارف يعتبر هذا هدفا لا يتفق مع الرأي الطبي، وذلك بسبب تأثر قوة العضلات بالعمليات التي أجريت له سابقاً والعمليات التي تمت في الفقرات وضمور العضلات لديه لمدة 15 عاماً وتأثير ذلك على الحبل الشوكي والأعصاب، وهو بحاجة حالياً إلى برنامج تأهيلي لتقوية عضلات الأطراف السفلى وهو ما تم تقديمه للمريض خلال فترة التنويم، كما تمت مناقشة الخطة العلاجية مع المريض وشرح كل الأهداف الواقعية الممكن تحقيقها له ، والتي تنص على زيادة قدرة تحمل المريض للحركة باستخدام العكازات لمدة أطول ومسافات أطول، كما تم الإيضاح للمريض بأن تحقيق هدفه بالاستغناء عن العكازات بحسب معطيات الحالة غير ممكن في الوقت الحالي. 2 بالرغم من أن حالة المريض لا تستدعي التنويم ويمكن متابعتها عن طريق العيادات التأهيلية الخارجية، لكن نظراً لأن سكن المريض خارج منطقة الرياض ولتمكينه من تلقي العلاج تم تنويمه في المدينة. 3 في بداية برنامج العلاج رفض المريض تلقي جلسات العلاج الوظيفي وهي غاية في الأهمية ويحتاجها بشكل كبير من أجل الاعتماد على نفسه في ممارسة حياته بأسلوب مستقل عن مساعدة الآخرين وبسبب إصرار الطبيب والفريق المعالج رضخ لهذا العلاج المهم واستفاد منه استفادة كبيرة. 4 تقدم المريض بشكوى على الطبيب المعالج بأن قال له "لن يستطيع المشي بدون استخدام أدوات مساندة" مما أغضب المريض، وقد تم التوضيح للمريض بأنه من واجب الطبيب أن يصارح المريض بحقيقة حالته والأهداف المتوقعة من العلاج دون إعطاء وعود غير دقيقة أو آمال غير واقعية بحسب المعطيات الحالية لحالته الصحية. 5 أما فيما يتعلق بالشكوى فقد تم إبلاغ الصحفي سفر العزمان بأنه سيتم النظر في الشكوى من قبل الإدارة الطبية كما هو المتبع في مثل هذه الحالات وليس التحقيق مع الطبيب، وعند سؤاله عن الحوار الذي دار بين المريض والطبيب في حضور الفريق الطبي تم إبلاغه بأن الطبيب من واجبه التوضيح للمريض بحالته الصحية بكل صراحة وشفافية وعدم إعطائه آمالاً وأهدافاً لا يمكن تحقيقها. وأن وقع الحقيقة قد يكون قاسياً على المريض ولم تتم الإشارة من قبلنا بأن الطبيب تعامل مع المريض بقسوة، إنما كان الحديث إجابة على أسلوب المريض هداه الله من رفع للصوت وصراخ أحدث إزعاجاً لبقية المرضى وحديث استفزازي لكل العاملين والوعيد والتهديد المستمر بالشكوى ضد الموظفين. كما نود الإيضاح بأن المريض قد أخبر الطبيب عند زيارته له في العيادة قبل الدخول بأنه يريد أن يدخل للتنويم في مدينة سلطان الإنسانية بهدف الحصول على تقرير طبي يمكنه من السفر للعلاج في الخارج فقط، كما كرر هذا الكلام أمام عدد من موظفي المدينة قائلاً إن هدفه هو أن يثبت لوزارة الصحة أنه لا يوجد علاج تأهيلي في السعودية وأنه بحاجة إلى العلاج في الخارج، مع العلم أن هناك العديد من المرضى ممن أدخلوا للتنويم في مدينة سلطان الإنسانية وتمكنوا من تحقيق أهداف لم يحققوها أثناء تلقيهم العلاج في الخارج. وبما أن الأمانة العلمية والمهنية تقضي بعدم إعطاء المريض إفادات أو تقارير يكون الغرض منها الحصول على أمر علاج خارج المملكة، لذا لم تتم الاستجابة لرغبة المريض وتم تزويده بتقرير مفصل عن حالته وما يمكن أن يتم تقديمه من رعاية تأهيلية له بحسب الحالة الصحية، ولو كان هناك من مجال أو إمكانية للمريض للعلاج في أحد المراكز الطبية خارج المملكة لكانت المدينة أول المبادرين لتزويد المريض بما يحتاجه من توصيات ولقمنا بالتنسيق مع أي مركز خارجي وعمل كافة المراسلات اللازمة لتسهيل عملية استكمال علاجه بالخارج وهو ما تسعى المدينة إليه دائماً في البحث عن كل الوسائل والجهات التي من شأنها أن تقدم فائدة ولو كانت بسيطة للمريض. وختاماً إن الأمانة العلمية والصحفية أن يتم تحري الدقة في صياغة الأخبار والابتعاد عن أساليب الإثارة والعناوين التي تخدم سوء الفهم أكثر من الحرص على إيضاح الحقائق وإزالة الالتباس للمتلقي والقارئ، ونحسب أن هذا هو الهدف الأسمى من العمل الصحفي وهو إيصال الحقيقة دون تشويه ودون لي لعنق الحقائق وذلك بتجرد كامل نحو المصداقية والمهنية.