انتقد الروائي والإعلامي القطري أحمد جعفر عبد الملك، ما سماه ضعف التواصل الثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وقال خلال تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجة مساء أول من أمس: إن هناك أطنانا من الورق التي كتبت عليها خطط وبرامج تهدف إلى التقارب بين المجتمعات الخليجية، لكن ما تحقق منها لا يزيد على 10% مما كان يطمح له على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ، يجب أن نعترف بأن أولويات دول مجلس التعاون هي أمنية. وفيما يتعلق بالثقافة انتقد عبد الملك البطء والتردد في تنفيذ الإستراتيجية الثقافية الخليجية قائلا : وضعنا استراتيجية ثقافية خليجية أقرت العام الماضي في مسقط ، لكن كما تعلمون فإن الثقافة تأتي في ذيل الاهتمام، فهي دائماً ملحقة بوزارات أخرى. وكان عبد المقصود خوجة قد وصف عبد الملك في كلمته بأنه إعلامي بالفطرة، ومتعدد الاهتمامات، حيث كتب الشعر والرواية والنثر والمذكرات والمسرحيات، مذكراً بروايته " شهيد الإصلاح في الخليج " التي تدور أحداثها عام 2050 ميلادية حاملة بذور الحاضر وإرهاصات المستقبل. وأجاب عبد الملك على هذه الملاحظة بأن الأحداث سبقتنا، فقد كتبت الرواية في وقت كان الخوف من الدعوة الإيرانية لتصدير الثورة على أشده، وإذا فهمنا ما يحدث اليوم في الخليج، لا نتصور بأن هذا الخيال غير متحقق. و ذكر أنه حين عاد من الولاياتالمتحدة حاملاً الدكتوراه، كان لديه حلم تغيير الواقع الإعلامي في منطقة الخليج، والذي وصفه بالتقليدي الذي تعلم من النموذج المصري مساوئ كثيرة من تركيز اهتمامه على المسؤولين، وهذا موجود في التلفزيون القطري، الذي رغم قربه من الجزيرة لم يستفد من تجربتها حتى بنسبة 10%، كما انتقد النموذج اللبناني الذي يركز على التسلية وجسد المرأة من دون مضمون يحترم المشاهد، على حد قوله، داعياً إلى إعلام خليجي حر ومستقل عن النموذجين المصري واللبناني. ووصف نفسه بأنه من مدرسة دعاة الحرية، لكن ما إن بدأت عملي في قطر يضيف الدكتور أحمد عبد الملك حتى طلبوا مني الذهاب إلى الشارقة، واعتبرت ذلك نفيا لي وإجهاضا لأحلامي. وتحدث عبد الملك عن رواياته وبعض كتبه، وقال عن روايته " مدينة الموتى " لو قرأها أي منكم الآن لوجد فيها مدينته. كما انتقد بشدة أداء الإعلام العربي في الأزمة التي تعصف بمجتمعاته، وقال: إن ما تبثه القنوات العربية من تغطيات تخالف المهنية والأخلاقية، داعياً إلى منظومة أخلاقية تحكم أداء الإعلام العربي. وركز عبد الملك في مجمل ردوده على أسئلة الجمهور على القيم الأخلاقية التي يتوجب أن يلتزم بها الإعلامي عموماُ، والعربي على وجه الخصوص، وقال: نحن نقدم صورة مشوهة للغرب عن مجتمعاتنا، وفي الوقت الذي ندعي فيه أن هناك غزواً ثقافياً، فإن من يختار بث المواد الإعلامية الأجنبية هم من مواطنينا، فنحن مسؤولون عن ما نعرضه على المشاهد العربي من برامج غير عربية.