أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي الدكتور عبدالرحمن الهزاع، أن الاعلام سلاح فتاك وباستخدامه يمكن تسيير دفة الأمور وتغيير مسار حياة الشعوب وانتمائها وتقاليدها وعاداتها، وليس ببعيد عن الأذهان ما شهدته عدد من الساحات العربية والدولية في الآونة الأخيرة، وكيف أن الإعلام كان له دور كبير في توجيه الرأي العام كقوة لها كل هذا الأثر في السياسات والأشخاص. وقال الهزاع في كلمته بمنتدى الإعلام التربوي في الرياض، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بحضور أكثر من 120 مديراً ومساعداً للإعلام التربوي في المناطق والمحافظات التعليمية في المملكة أمس؛ "لا شك أن تأثير وسائل الإعلام قوي وفعال في التربية والتعليم فعن طريقها يمكن أن ننجز أهدافاً ونحقق أمنيات تعليمية، وعن طريقها أيضاً يمكن أن نؤثر في جمهور المتلقين ونمرر عليهم رسائل لا تتفق مع الأسس والمبادئ التي تقوم عليها هذه البلاد والمستمدة في أساسها من العقيدة الإسلامية السامية". ولفت أن الإعلام السعودي بكافة أشكاله وضعت له ضوابط وآليات تحكم عمله تم وضعها من سنين طويلة وضعت في اعتبارها إتاحة الحرية المسؤولة للوسط الإعلامي وتمكينه من القيام بهمامه دون المساس بالآخرين في ظل الشريعة الإسلامية ومراعاة خدمة الوطن ومحبته. من جانبه، وصف رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك التوصيات المرتقب الخروج بها من منتدى الإعلام التربوي، بأنها المنقذ للعلاقة الراهنة بين أجهزة الإعلام ووزارة التربية والتعليم، وهي العلاقة التي وصفها بأنها ترقد الآن في غرفة الإنعاش في انتظار الخروج على يدي تلك التوصيات. وقال المالك إن ترك التعامل مع وسائل الإعلام الورقية للاجتهادات التي يقوم بها الجانبان أحيانا أو باستخدام وتوظيف العلاقات الشخصية أحيانا أخرى هو جهد قاصر وغير علمي ولا ينم عن تخطيط سليم وإصرار على بلوغ الهدف، مؤكداً على ضرورة أن يعتمد التعامل مع وسائل الإعلام الورقية على اتفاقيات واضحة تحدد الأهداف والبرامج والسياسات المستهدفة مع تحديد التزامات كل طرف وإلا فلن يكون لمثل هذا التعامل القدرة على الصمود والبقاء. وأكدت المحاضرة بجامعة الملك سعود الدكتورة فوزية بكر البكر أستاذ أصول التربية أن الإعلام أصبح أكثر حرية وأصبح العاملون في الميدان الإعلامي مهنيون أو تربويون أكثر ثقافة ووعيا، وأن هذه الحرية لم تتحقق بسبب مفاجئ أو حادث سريع لكنها بفضل الجهد المتواصل والتقدم الكبير في التقنية ووسائل الاتصال والمواصلات. وأضافت البكر أن التغير السريع والهائل في طبيعة الوسائل الإعلامية المحيطة اليوم يجعل من غير المجدي الوقوف في وجهها ومحاولة حماية النشء، وأن المدخل الحديث للتربية الإعلامية في تعاملها مع المادة الإعلامية هو أن تناول الناقد للمادة الإعلامية يؤدي إلى إنتاج مواطن ناقد، وتعلم التقنيات المستخدمة في توصيل الرسالة والوعي بها وهذا ما يجب أن ينطبق على الطالب والمعلم والعامل في الشأن الإعلامي التربوي.