حذر زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي من أن فشل الحوار الجاري مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والذي يتوقع أن ينتهي خلال أسبوع، سيفتح المجال أمام التغيير بوسائل أخرى، لم يحددها. وقال "المضطر سيركب الصعب"، لكنه في الوقت نفسه أكد أن نجاح الحوار سيؤدي إلى كتابة دستور جديد وتوقف التوجهات العدائية نحو الجنوب، وحل أزمة دارفور بما يستجيب لتطلعات أهل الإقليم المشروعة وكفالة الحريات. وقال المهدي، في كلمة أمام أنصاره، إن رياح التحول الديموقراطي القادمة من المنطقة العربية بما فيها من التعلق بالديموقراطية وحماسة الشباب سوف تهب على السودان. وسخر من حديث بعض ممثلي المؤتمر الوطني بأن "ما يجري في المنطقة العربية لن يمسنا لأننا حاجة ثانية". وقال إن الحالة في السودان مشابهة للحالة التي أدت للثورات العربية بل تفوقها في أكثر من عشر حالات أبرزها "الفساد الذي لا يحتاج لدليل، والاستبداد وتزوير الانتخابات، وتزييف الممارسة الديموقراطية، والإعلام الكاذب والأمن المطلق على الرقاب، والحزب الحاكم المتماهي مع الحكومة وقادته هم قادة الحكومة، والاقتصاد المحتكر للمحاسيب والعطالة المتفشية وحصر الاستخدام في المحاسيب". ورأى المهدي أن خوف الحكومات من تحركات الشعوب صار عاما، فأدى لإصدار إصلاحات لتطييب خواطر الشعوب كما حدث في السودان من إجراءات مثل حل شركات الاحتكار الحكومية، وتكوين مفوضية الفساد وإجراءات أخرى، مشيرا إلى أن المطلوب هو تغيير جذري للنظام. إلى ذلك أكدت الحكومة ترحيبها بتعيين السفير برينستون ليمان مبعوثاً خاصا للسودان، ودعته للمضي قدماً في إنفاذ ما وعدت به الإدارة الأميركية من رفع للعقوبات عن السودان، ورفع اسمه عن قائمة الإرهاب، والمساعدة في إعفاء الديون. وقال وزير الدولة بالخارجية كمال حسن علي "نتوقع من أي مسوؤل أميركي أن يستصحب معه تعهدات واشنطون تجاه الخرطوم". وأضاف أن الوقت الحالي للعمل وليس لأي شي آخر. وفي سياق متصل أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن "قلقه العميق حيال الوضع في منطقة أبيي السودانية التي تشهد أعمال عنف وكذلك ما يتعرض له المدنيون في إقليم دارفور". وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي عقب لقائه مبعوثه الجديد إلى السودان. وقال البيت الأبيض إن "الرئيس أعرب عن قلقه العميق حيال الوضع في أبيي وتداعيات القصف الذي يزداد حدة على مدنيي دارفور".