ترى وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن توقعات انهيار حكم العقيد معمر القذافي بين يوم وآخر، في ظل تقدم قوات الثوار الليبيين غربا بسرعة كبيرة بعد الدعم الذي تلقته من طائرات التحالف الدولي، بعيدة حتى الآن عن أرض الواقع وأن التوازن العسكري في المناطق الغربية من البلاد يرجح إلى جانب قوات العقيد حتى الآن. وترجم ذلك تراجع الثوار أمام نيران قوات القذافي وتوقف تقدمهم المستمر منذ الأحد، على بعد 60 كلم من سرت مساء أول من أمس بضغط من قوات القذافي، إلا أنهم اضطروا إلى التراجع لمسافة 40 كلم صباح أمس أمام نيران القوات الموالية المدعومة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون حتى باتوا في بلدة النوفلية. وقال الجنرال كارتر هام الذي يمثل القوات الأميركية في التحالف الدولي بليبيا إن قوات القذافي تملك القدرة على رد قوات الثوار وإن العائق الوحيد الذي يحول دون حدوث ذلك هو طائرات التحالف. وأضاف هام أنه يرغب في تقديم تقييم حقيقي للموقف وليس عبارات إعلامية "الانشقاقات التي تحدث في قوات القذافي محدودة حتى الآن ولاسيما بعد أن أقنع أنصاره بأنه يخوض حربا ضد معتدين أجانب". وأوضح أن معركة سرت ستكون بالغة الأهمية في تحديد مسار المواجهات من حيث تأثير سقوطها على أنصار القذافي. وأشار إلى أن عنصر الحرفية العسكرية يشكل الفارق الأساسي بين قوات الثوار وقوات القذافي في معركة سرت، إذ إن الثوار غير منظمين من الوجهة العسكرية ولا يستطيعون التنسيق بين وحداتهم لشن هجوم قابل للاستمرار على المدينة حتى الآن على الأقل. وقال إن سرت هي مدينة القذافي وإن سكانها يؤيدونه، موضحا أن تمركز قواته بين المدنيين يجعل من مهمة طائرات التحالف بالغة الصعوبة. وتوقع هام تباطؤ زحف الثوار بسبب التحصينات القوية للقذافي في المدينة. وكانت واشنطن قد واجهت خلال اليومين الماضيين اعتراضات مكثفة من روسيا والصين اللتين قالتا إن الدور الذي تقوم به قوات التحالف في المعارك يتناقض مع مهمتها كقوة دولية لحماية المدنيين. وانعكس ذلك بصورة نسبية على الطلعات الجوية لقوات الحلفاء الدوليين، إذ بدأت حدتها تخفت كثيرا. وتسعى واشنطن الآن لإحياء جهود البحث عن تسوية سلمية تقضي بخروج القذافي من البلاد وفق صفقة. وينجم هذا عن إدراك إدارة الرئيس أوباما أن الوضع على ما هو الآن يمكن أن يطول وأن امتداد الفترة الزمنية اللازمة لحسمه لا يفيد من زاوية استقرار البلاد والحيلولة دون نشوب حرب أهلية. ومن جهتها قالت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة إن إدارة أوباما لم تستبعد تسليح المعارضة الليبية. وذكرت في مقابلة تلفزيونية "لم نتخذ هذا القرار.. لكننا حتما لم نستبعده". وأشارت إلى أنه ليس هناك مؤشر على أن القذافي مستعد لترك السلطة دون ضغوط مستمرة من المجتمع الدولي. وفي إشارة إلى تقارير عن أن أفرادا من الدائرة المقربة من القذافي يتصلون بالغرب قالت "العمل سيكون أكثر إقناعا لنا من الاحتمالات أو التكهنات". ميدانيا، قتلت القوات الموالية للقذافي 142 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 1400 بجروح خلال هجومها ضد الثوار في مصراتة. وأعلن طبيب من مستشفى المدينة "منذ 18 مارس تلقينا 142 قتيلا على الأقل". وأضاف "نعجز عن إحصاء الجرحى لكنهم تجاوزوا 1400 شخص أكثر من تسعين منهم في حالة الخطر". وأشار إلى أنه من المتوقع وصول سفينة تركية خلال النهار لنقل نحو خمسين جريحا. وقال متحدث باسم الثوار "مصراتة في خطر. فقوات المجرم تتقدم داخل المدينة والدبابات تقصف عشوائيا". وأضاف أن "المجزرة التي تم تفاديها في بنغازي بفضل تدخل قوات الائتلاف سترتكب في مصراتة". وهاجمت قوات أميركية ثلاث سفن ليبية، من بينها سفينة لخفر السواحل لمنعها من إطلاق النيران بشكل عشوائي على السفن التجارية في ميناء مصراتة. وقال مسؤولون عسكريون إن هذا الإجراء الذي اتخذ مساء أول من أمس كان ضد سفينة خفر السواحل الليبية فيتوريا وسفينتين أصغر. وأعلن الأسطول السادس الأميركي في بيان أن السفينة فيتوريا عطلت. ودمرت إحدى السفينتين الصغيرتين وتخلى طاقم السفينة الثانية عنها.