توصل المشاركون بمؤتمر لندن لمجموعة الاتصال حول ليبيا إلى اتفاق "بالإجماع" على أن العقيد معمر "القذافي يجب أن يغادر البلد". وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عزم المجتمع الدولي على إرغام القذافي على الرحيل. وقالت في كلمتها التي ألقتها أمام المؤتمر الدولي حول ليبيا والذي انطلق في العاصمة البريطانية بحضور ممثلي 40 دولة "القذافي يجب أن يرحل". وأشادت بنجاحات المجتمع الدولي التي تحققت حتى الآن في التعامل مع الملف الليبي. وقالت إن الصراع الليبي وصل الآن إلى نقطة تحول في إشارة إلى المساعي السياسية في ليبيا خلال المرحلة المقبلة. وقالت كلينتون إن ضربات التحالف ستستمر "إلى أن يلبي القذافي بالكامل شروط القرار 1973 ويوقف هجماته على المدنيين ويسحب قواته من المواقع التي دخلتها بالقوة ويفسح المجال أمام كل المدنيين لتلقي المساعدة الإنسانية والخدمات الأساسية". وحث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الزعيم الليبي على التنحي لوقف إراقة الدماء، وقال إنه ربما تكون أمامه بضعة أيام فقط للتفاوض بشأن الخروج. وأضاف "أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لتسوية هذه المشكلة بأسرع ما يمكن". وأعلن المؤتمر رسميا إنشاء "مجموعة اتصال" سياسية حول ليبيا ستعقد اجتماعها المقبل في قطر، وذلك في بيانه الختامي الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية. وقال البيان الختامي "اتفق المشاركون في المؤتمر على إنشاء مجموعة اتصال حول ليبيا. ووافقت قطر على استضافة الاجتماع الأول للمجموعة في أقرب وقت ممكن". وأعلن متحدث باسم الثوار الليبيين أن مؤتمر لندن يجب أن يقرر محاكمة الزعيم معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لا أن يعرض عليه المنفى. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد الملا إن القذافي "يجب أن توجه إليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الليبي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "غير قابل للتفاوض". وكانت عدة دول أوروبية قد طرحت خيارا سلميا أمام الائتلاف الغربي، ووجهته في ذات الوقت إلى القذافي كنصيحة أخيرة قبل فوات الأوان، يقضي بوقف إطلاق النار من قبل قوات القذافي على المدنيين، وأن تكتفي طائرات الائتلاف بالتحليق السلمي فوق الأجواء الليبية لمراقبة عملية وقف إطلاق النيران. ويشمل المقترح الذي عرضته إسبانيا ومن خلفها إيطاليا، أن يقوم القذافي بتسليم السلطة سلميا عبر التفاوض مع ممثلين من شيوخ القبائل تمهيدا لمرحلة انتقالية. ودعا المجلس الوطني الانتقالي المجتمع الدولي إلى مده بأسلحة أكثر وأفضل. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن بلاده مستعدة لمناقشة مسألة تسليح المعارضة الليبية مع شركائها في الائتلاف على الرغم من أن ذلك ليس ضمن تفويض الأممالمتحدة. إلى ذلك أعلن مسؤول فرنسي أن باريس عينت "سفيرا" هو أنطوان سيفان في بنغازي معقل الثوار الليبيين. وأضاف أن أنطوان سيفان غادر فرنسا الأحد الماضي إلى ليبيا التي يصلها برا من مصر. كما عينت الولاياتالمتحدة مبعوثا لدى المجلس الوطني الانتقالي وتتوقع أن يتوجه إلى هناك في وقت قريب. على صعيد آخر قال دبلوماسيون إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيتولى قيادة العمليات العسكرية الدولية في ليبيا رسميا اليوم، إلا أنهم أشاروا إلى أن عملية التسلم قد لا تكتمل قبل نهاية الأسبوع الجاري. وكان الأمين العام للحلف اندرس فوج راسموسن قد قال قبل يومين "إن التحالف العسكري سيتولى كافة العمليات العسكرية في ليبيا الممنوح بها تفويض من الأممالمتحدة بما في ذلك الضربات الجوية التي تستهدف حماية المدنيين في ليبيا بشكل فوري".