عاودت حوادث انهيار المباني الآيلة للسقوط بعشوائيات جدة الظهور مجددا . حيث انهار منزل شعبي بحي "الصحيفة" مكون من 3 طوابق تسكنه أسرتين أفريقية مساء أمس وتسبب في وفاة طفلين فيما انتشلت فرق إنقاذ الدفاع المدني 5 محتجزين "امرأتين وثلاثة أطفال" و لا تزال أعمال إزالة الأنقاض جارية لاستخراج مزيدا من المحتجزين الذين حددت أجهزة الرنين والتنصت لفرق الإنقاذ مواقعهم أسفل أحد جسور المبنى المتداعي. ووفقا لمدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل يوسف زمزمي الذي تواجد في موقع الحادث فقد وجهت 6 فرق إنقاذ للموقع فور تلقي بلاغ انهيار المبنى، مشيرا إلى أن مسببات الحادث لم تحدد بعد إلا أنه رجح أن تكون بسبب قدم المبنى وتداعي أركانه بسبب عدم تحمل الأسقف الخشبية للأحمال وأضاف زمزمي أن كافة المباني المجاورة تم إخلائها بالكامل حيث أجليت أكثر من 30 أسرة في تلك المباني. الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله بن محمد العمري أوضح أن المبنى انهار بالكامل فيما لا تزال الفرق مرابطة بالموقع حتى يتم التأكد من استخراج كافة المحتجزين الذين اتضح أنهم جميعا من الجنسية الصومالية ومن ثم سيتم تسليمه للجهة المختصة لإزالة الأنقاض. من جانبه أوضح مدير الشئون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود ل"الوطن" أن إدارة الطوارئ والسلامة بصحة جدة أعلنت حالة الطوارئ وهيأت كافة الإمكانات، حيث شاركت ميدانيا بطواقم طبية للتدخل السريع وخصصت فريق طبي متكامل بمستشفى الملك عبد العزيز لاستقبال الحالات المحولة تباعا. فيما أوضحت التقارير الأولية أن حالة المصابين مستقرة خصوصا وأن إحدى النساء اللاتي حولن إلى المستشفى تبين أنها حامل في شهرها السابع. "الوطن" رصدت مظاهر الهلع والخوف على وجوه قاطني المساكن المجاورة للمبنى المنهار بحي "الصحيفة" فيما تواجد كلا من مدير الشئون الصحية ومدير الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي على رأس فرق الإنقاذ والإسعاف كما بذلت دوريات المرور جهودا كبيرة لتنظيم حركة السير وإبعاد الفضوليين عن الموقع الذين احتشدوا بالمئات.فيما أوضح رب الأسرة الصومالية التي فقدت طفلين ويدعى سيد إبراهيم أنه كان خارج المنزل أثناء انهيار المبنى حيث يعمل بأحد المحلات التجارية بمنطقة البلد، وحين سمع بنبأ انهيار المنزل الذي تقطنه أسرته وأسرة شقيقة هرع على الفور إلى الموقع ليجد آليات الدفاع المدني قد سبقته، وقال سيد إنه يتمنى أن لا تكون أسرته قد فقدت المزيد من أفرادها بعد أن رأى جثتي طفليه قد استخرت من بين الركام ولا تزال تُسمع أصوات استغاثة أسفل الأنقاض.