ضرب زلزال ارتدادي بلغت قوته 6.4 درجات على مقياس ريختر شمال شرق اليابان أمس، وأوضحت هيئة الأرصاد اليابانية أن مركز الزلزال الذي وقع الساعة 7:54 دقيقة مساءً بالتوقيت المحلي كان قبالة مقاطعة فوكوشيما، ولم ترد تقارير فورية حول وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية بالممتلكات العامة، كما لم يصدر تحذير بوقوع موجات مد عاتية "تسونامي". ولم ترد تقارير حول ما إذا كانت محطة فوكوشيما 1 النووية المنكوبة قد تضررت بفعل الهزة، وكانت نفس المنطقة قد تعرضت لزلزال بقوة 9 درجات، والتسونامي الذي تلاه في 11 مارس وأسفر عن سقوط أكثر من 28 ألف قتيل ومفقود في شمال شرق اليابان، وألحقا أضرارا في أجهزة تبريد مفاعلات المحطة، مما أدى إلى بدء عملية انصهار وقود نووي. وأعلن رئيس الوزراء الياباني نواتو كان أمس أن حكومته في "حالة استنفار قصوى" لتفادي وقوع كارثة بيئية قي محطة فوكوشيما النووية، وذلك بعد اكتشاف تسرب بلوتونيوم في الأرض وإشعاعات في مياه البحر. وأقر كان خلال اجتماع للبرلمان أنه لا يزال من غير الممكن "التكهن" بما سيحصل، وأن حكومته "ستتصدى للمشكلة وفي حالة تأهب قصوى"، وصرح كان "لا يمكننا أن ننفي أنه أسيء تقدير خطر وقوع تسونامي هائل آنذاك إلى حد كبير". وتعززت مخاوف وقوع كارثة بيئية، وحصول تلوث في الأغذية بعد الإعلان مساء أول من أمس العثور على آثار بلوتونيوم في خمس عينات من التربة أخذت قبل أسبوع حول المحطة. وسارعت شركة "طوكيو الكتريك باور" (تبكو) التي تشغل المحطة إلى التأكيد بأن هذه النسب لا تشكل خطرا على الصحة، وتناوب مئات العمال ورجال الإطفاء والجنود على العمل ليل نهار منذ وقوع الحادث، مجازفين بحياتهم في بعض الأحيان لصب آلاف أطنان مياه البحر التي استبدلت مؤخرا بمياه عذبة من أجل تبريد الوقود، وتعرض 19 شخصا على الأقل لمستويات عالية من الإشعاعات حتى الآن. ونتيجة هذه العملية انصبت آلاف الأمتار المكعبة من المياه الملوثة على المباني الملاصقة للمفاعلات، وغمرت أنفاقا تقنية تنتهي في الهواء الطلق على بعد 60 مترا تقريبا من ساحل المحيط الهادئ. وبلغت نسبة الاشعاعات على سطح الماء في قاعة ماكينات المفاعل الثاني، وفي النفق الملاصق أكثر من الف ميليسيفرت في الساعة، وهي نسبة تفوق المستوى الطبيعي بكثير، وتثير مخاوف من حصول اتصال مباشر بين السائل والوقود، واقرت "تبكو" بإمكان تسرب المياه الملوثة إلى المحيط. وأعلنت الحكومة الصينية أمس أنها رصدت من جديد في الجو كميات ضئيلة من اليود 131 المشع المتسرب من محطة فوكوشيما، فيما أعلنت كوريا الجنوبية رصد آثار لهذه المادة في سول ومواقع أخرى من البلاد. وذكر جون ميسونو، من معهد البحث البيئي البحري في اليابان، أن مواد إشعاعية تسربت داخل مياه البحر من المحطة من المتوقع أن تتدفق أولا جنوبا على طول الساحل، وستخف بفعل مياه البحر.