انتشر الجيش السوري أمس عند مداخل مدينة درعا جنوب سورية في الوقت الذي حاول فيه مسؤولون تهدئة المشاعر في أعقاب احتجاجات مطالبة بالحرية سقط فيها خمسة قتلى مدنيين. وشارك الآلاف في تشييع جنازة المحتج رائد الكراد الذي يبلغ من العمر 23 عاماً الذي قتلته قوات الأمن أول من أمس، وكان من بين خمسة محتجين على الأقل يقتل بأيدي قوات الأمن. وردد المشيعون شعارات مطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد. وهتفوا قائلين "الله.. سورية .. الحرية. الشعب يريد إسقاط الفساد".وتجمع المشيعون بعد ذلك عند المسجد العمري في الحي القديم بدرعا قرب الحدود مع الأردن. وأقام جنود نقاط تفتيش عند مداخل درعا وفحصوا بطاقات الهوية. ووصل وزير العدل السوري إلى مجلس المدينة. من جهة أخرى، قال نشطاء إن مئات المتظاهرين ضد الحكومة السورية تجمعوا في بلدة جاسم أمس.وأضاف أحد المحتجين "ينظمون اعتصاماً في وسط البلدة." ونددت فرنسا على لسان وزارة الخارجية بأعمال العنف التي وقعت في سورية ضد المتظاهرين، وطالبت بالإفراج عن كل الذين اعتقلوا لمشاركتهم في حركة الاحتجاج. كما نددت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس "بالاستخدام المفرط للقوة" الذي أوقع "خمسة قتلى على الأقل" منذ الجمعة. وقالت المنظمة ومقرها في نيويورك إنه "ينبغي أن توقف سورية اطلاق الرصاص الحي وأي استخدام آخر مفرط للقوة ضد المتظاهرين". كما تابعت لجنة رسمية يرأسها عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم أسامة عدي اجتماعاتها مع وجهاء المحافظة وممثلي اللجان المحلية والأهلية لمناقشة مطالب المتظاهرين التي سلمت بشكل نهائي وخطي وانحصر أغلبها في الشقين الخدمي والتنموي، وعبر فيها الوجهاء عن استياء مواطني درعا من المحافظ ورؤساء الأجهزة الأمنية وطالبوا بإقالة عدد منهم ، ومحاسبة من أمر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، والإفراج عن المعتقلين السياسيين قديما وحديثا، وإلغاء قانون الطوارئ المقيد للحريات العامة، وتخفيض الضرائب والرسوم، واتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة.