نصح المشرف على جمعية حقوق الإنسان في جازان أحمد البهكلي والد معاقة نجران نورة حسين آل مبارك (27 عاما) باللجوء إلى ديوان المظالم كونه المحكمة الإدارية المخولة بإصدار أحكام نافذة للبت في القضايا التي يكون أحد أطرافها دائرة حكومية. وكانت "الوطن" انفردت بنشر عدة تقارير تفيد بتعرض المعاقة للحريق في مركز التأهيل الشامل بنجران، فيما أكد نائب مدير المركز عقاب العتيبي في اتصال سابق أنه تم الحسم على العاملة المسؤولة عن خدمة المعاقة، وأن القضية الآن موجودة في وزارة الشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى أن العاملة لم تكن تتعمد حرق الفتاة وأن الإصابات من الممكن أن تحدث لأي شخص كما أن هذه الإصابات أصبح حدوثها شيئا روتينيا. واستنكر البهكلي تعرض المعاقة للحريق قائلا "ينتظر من إدارة مركز التأهيل الشامل بنجران أو غيره من المراكز الأخرى ممن يقومون على خدمة ورعاية فئة المعاقين توفير الأمان لهم بمراعاة أسس السلامة في المباني والتجهيزات والخدمات المقدمة لهم". وقال البهكلي ل"الوطن" إن جمعية حقوق الإنسان دورها هو التدخل لحل المشكلة بمجرد وصول الشكوى لهم ودراستها عبر التواصل مع الجهات المعنية وفق الإجراءات النظامية في محاولة لحل القضية والبت فيها قبل وصولها لأروقة المحاكم. وأضاف "أما وقد استنفد والد الفتاة كل الطرق والإجراءات من خلال تقدمه بشكاوى ومطالب لوزارة الشؤون الاجتماعية وإمارة منطقة نجران والمحكمة الشرعية كما يدعى فإن الحل الأخير للبت في قضية ابنته هو ديوان المظالم". من جهته قال والد الفتاة المعاقة حسين آل مبارك (70عاما) إنه يشعر بالإحباط نتيجة عدم التفاعل مع قضية ابنته من قبل الإدارات الحكومية التي تقدم إليها في سبيل الاقتصاص ممن تسببوا في احتراق جسم ابنته المعاقة. وكانت الفتاة تعرضت في صفر الماضي لحريق بمركز التأهيل الشامل بنجران أتى على معظم أنحاء جسدها وأدخلت على إثره العناية المركزة بمستشفى الملك خالد بنجران. وأكد آل مبارك أنه تقدم بشكاوى لمركز التأهيل الشامل بنجران ولوزارة الشؤون الاجتماعية وإلى إمارة منطقة نجران والمحكمة الشرعية ولم تجد جميعها أذنا صاغية أو أي تجاوب في محاولة منه لعلاج ابنته في مراكز متقدمة خارج المملكة والحصول على تعويض مادي ومعنوي جراء ما تعرضت له ابنته من متاعب صحية ونفسية. وقال إن أمله قد تضاءل في الحصول على حق ابنته في العلاج في ظل ما يعانيه من صعوبة التنقل وقطعه لمسافة تزيد عن 200 كم بين مقر سكنه في ظهران الجنوب ومنطقة نجران، خاصة أنه مقعد هو الآخر ولايستطيع الحركة.