أكد اقتصاديون ورجال أعمال على أهمية تحديد أهداف ومحاور منتدى جدة الاقتصادي 2011 الذي انطلق أمس برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل؛ على أن تكون مستمدة من الظروف الاقتصادية الراهنة والاحتياجات الفعلية لتطوير و تسريع عجلة الاقتصاد الوطني، في ظل القرارات الملكية الأخيرة التي تناولت الجانب الاقتصادي بشكل كبير وملفت للنظر. وأوضحوا أن المنتدى يحتاج إلى مشاركة مختصين وباحثين في الشأن الاقتصادي وكبار رجال الأعمال العالميين، وليس مشاركة قادة الدول فحسب، مشيرين إلى أن الأسماء السياسية الكبيرة لن تضيف شيئاً في ظل توجه العالم إلى العقول الاقتصادية التي تثري المجتمعات التي تعاني من ركود اقتصادي. وقال الاقتصاديون في حديثهم إلى " الوطن" ''إنه لا يمكن تجاهل ما حققه منتدى جدة الاقتصادي من إنجازات خلال السنوات العشر الماضية، وأشاروا إلى أن مشاركة عشرات الاقتصاديين ورجال الأعمال من المملكة وخارجها من أهل التجارب والاختصاص كان لها الأثر الأكبر على اقتصاديات المملكة والخليج. وقال الباحث الاقتصادي فيصل التركي إن منتدى جدة وخلال الأعوام السابقة اعتمد وبشكل كبير على الأسماء السياسية التي تلفت الانتباه، مؤكداً أن الاستفادة من العقول الاقتصادية تساهم في تنمية المجتمعات التي تعاني من ركود اقتصادي، وتقديم الحلول للمشكلات القائمة والمتوقعة بأسلوب علمي وعملي، وتحويل المنتدى إلى جلسات لتلاقح الأفكار وعرض الخبرات والتجارب الاقتصادية. واستغرب رجل الأعمال صالح السليمان من إصرار منظمي المنتدى على عدم التطرق إلى الأحداث السياسية القائمة حالياً في معظم دول العالم العربي. وقال إنه من المعلوم ارتباط الأحداث السياسية بالشأن الاقتصادي، فهناك مليارات الريالات ينتظر استثمارها في البلدان العربية، في حين أن أي اضطرابات سياسية سوف تنعكس بشكل رئيسي على المشهد الاقتصادي كما هو الحاصل حالياً في مصر، حيث قام مجموعة من رجال الأعمال السعوديين بإنشاء بنك خاص في مصر بأموال سعودية لإنعاش الاقتصاد المصري الذي تضرر بشكل كبير بالأحداث التي جرت خلال يناير الماضي . من جانبه، طالب رجل الأعمال عبدالملك الروق أن يكون للتوصيات التي تصدر في ختام المنتدى أثر إيجابي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، والمساهمة في المضي قدماً في تعزيز القوى العاملة، لا سيما وأن أحد محاور منتدى هذا العام خصص للقوى العاملة جزءاً من جلساته. من جانب آخر، شدد أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز أسامة فيلالي على أهمية الاستفادة من الظروف الاقتصادية الراهنة، موضحاً أن منتدى جدة الاقتصادي أخذ صبغة عالمية، وتوجهت كل الأنظار إليه لمشاهدة ما سوف يقدمه للخروج من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها معظم دول العالم، لا سيما وأن آثار الأزمة العالمية لاتزال تخيم على الاقتصاد العالمي حتى الوقت الراهن. وكان رئيس غرفة جدة صالح كامل أكد في تصريحات سابقة إلى " الوطن" عدم خروج منتدى جدة الاقتصادي هذا العام عن صبغته الاقتصادية، وعدم التطرق إلى الأحداث السياسية التي أثرت بشكل كبير على المشهد الاقتصادي في معظم دول العالم العربي.