ما زالت الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها مترددين في اتخاذ قرار لمعاقبة النظام الليبي على عمليات القتل المنظمة التي يقترفها بحق أبناء ليبيا، فيما عقد مجلس الأمن جلسة مساء أمس وأعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه بحدود اليوم الخميس سيصدر مجلس الأمن قرارا بناء على المشروع الذي قدمته المجموعة العربية بفرض حظر جوي فوق ليبيا. وتتخوف واشنطن من أن انهيار حكم القذافي سيشكل فراغا هائلا يمكن أن يتحول إلى فوضى ناجمة عن سيطرة القبائل كل على منطقته وتهديد منابع النفط. وسيسمح بدخول منظمات القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة ومنظمات أخرى إقليمية متطرفة من الجزائر والسنغال والنيجر ومصر إلى الأراضي الليبية، فضلا عن أن التدخل ولو بفرض حظر للطيران يمكن أن يشق جبهة الحلفاء. في غضون ذلك تضغط قوات العقيد القذافي على الثوار في شرق البلاد، وتتدفق أعداد كبيرة من الليبيين وغيرهم إلى مصر تخوفا من تردي الأوضاع في هذه المنطقة التي تعد معقل المعارضة. فقد شوهدت سيارات تنقل عائلات وعلى ظهرها أمتعة تجتاز الحدود المصرية الليبية في السلوم. وتجري عملية النزوح هذه تخوفا من تجدد القصف على طبرق وبنغازي، معقل الثوار، وذلك بعد التهديدات التي أطلقها سيف الإسلام القذافي بإنهاء الثورة خلال 48 ساعة، وبعد سقوط بعض المدن التي كانت تحت سيطرة الثوار وتشديد الحصار على أخرى.