أعلن رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية الدكتور محمد بن سعد السالم عن افتتاح 13 فرعاً تابعاً للمكتبة في مختلف مناطق المملكة، أولها في المنطقتين الشرقية والغربية، وذلك بهدف تخفيف عناء سفر المستفيدين للوصول إلى مقر المكتبة في الرياض، مؤكداً أن المكتبة تقتني مجموعة من الكتب "الممنوعة" في جناح "محدودة الاطلاع" داخل أروقة المكتبة، وهي متاحة للباحثين والمهتمين والراغبين في الاطلاع عليها، مشيراً إلى أن المكتبة تصرف ملايين الريالات لبرنامج شراء الكتب من المكتبات العالمية والمعارض الدولية، بجانب طباعة بعض الكتب المتخصصة وذات النوعية التي تحمل بصمة واسم المكتبة، وتعتبر أفضل ناشر – على حد قوله-، مبيناً أنه تجري حالياً أعمال إعادة بناء مقرها في الرياض، ويتوقع الانتهاء منه خلال الأشهر الستة المقبلة، وستشهد عقد ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة ومؤتمرات متعددة، وإقامة معارض تخصصية للكتاب بواقع كل أسبوعين معرض متخصص، كاشفاً عن ثلاثة مشاريع مستقبلية للمكتبة، وهي: مشروع إنشاء المكتبة الرقمية، ومشروع الفهرس السعودي، والبوابة الإلكترونية. وأوضح السالم، خلال حديثه في ندوة "مكتبة الملك فهد الوطنية ومسيرتها في خدمة الثقافة"، مساء أول من أمس، في نادي الأحساء الأدبي، وبمشاركة عضو مجلس الشورى عضو اللجنة العلمية للمكتبة الدكتور جبريل عريشي، وعضو اللجنة العلمية للمكتبة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، وأدارها نائب رئيس النادي الدكتور نبيل المحيش، وحضور رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر، وحشد من رجال الثقافة والأدب في الأحساء، متطرقاً إلى أن المكتبة تعمل جاهدة على اقتناء الإنتاج الفكري وتنظيمه وضبطه وتوثيقه والتعريف به ونشره وتتضمن مهماتها جمع كل ما ينشر داخل المملكة، وما ينشره أبناء المملكة خارجها، وما ينشر عن المملكة وما يعد من الموضوعات الحيوية للمملكة من إنتاج فكري عالمي، وجمع كتب التراث والمخطوطات والمصورات النادرة والمطبوعات والوثائق المنتقاة وبالأخص ما له علاقة بالحضارة العربية الإسلامية، وتسجيل ما يودع لديها وفقاً للأنظمة، وإصدار الببليوجرافية الوطنية والفهارس الموحدة وغيرها من أدوات التوثيق، لافتاً إلى أن المكتبة تقتني نحو مليون و493 ألفا و789 مادة ثقافية، بينها أكثر من 100 ألف عنوان من الكتب السعودية، و100 ألف مخطوطة أصلية ومصورة، و2 مليون وثيقة محلية، وقد استطاعت جمع الإنتاج السعودي منذ عام 1301ه حتى الوقت الحالي، مؤكداً أن المكتبة تتلقى سنوياً دعما مادياً ومعنوياً، الأمر الذي أوصلها إلى كبريات المكتبات في العالم من حيث حجم المقتنيات ونوعية التجهيزات واستقطاب أميز الكفاءات البشرية السعودية والمقيمة، وتودع سنوياً آلاف المطبوعات الجديدة. مشيراً إلى أن لدى المكتبة نظاما يمنع خروج أي مخطوطة نادرة إلى خارج المملكة إلا بعد الموافقة الرسمية من المكتبة وبعد تصويرها، موضحاً أن المكتبة، تضم في جنباتها مجموعة من المكتبات الخاصة، المهداة من أصحابها أو الورثة، والبعض الآخر اشترتها من أصحابها، مضيفاً أن المكتبة تعد نموذجًا للتلاحم بين القيادة والشعب، فهي في أصلها معلم تذكاري أراد مواطنو مدينة الرياض أن يعبروا من خلاله عن مدى حبهم وإخلاصهم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز-رحمه الله- بمناسبة توليه الحكم عام 1402ه، وبرعوا لبنائها على نفقتهم آنذاك، حتى تطورت وتحولت إلى مكتبة وطنية باقتراح من أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وبدوره، استهل عضو مجلس الشورى عضو اللجنة العلمية للمكتبة الدكتور جبريل عريشي، خلال مشاركته بالندوة، بالإشادة بمحافظة الأحساء وأبان أن في إدارة الحاسب الآلي ونظم المعلومات في مكتبة الملك فهد الوطنية أكبر قاعدة بيانات مركزية "مكتبية" عربياً، وتضم نحو 456 ألف عنوان من الكتب العربية والأجنبية المسجلة، وتغطي 385 ألف عنوان مفهرس بالكامل، ومليون عنوان سعودي تصل مجلداتها إلى أكثر من 4 ملايين مادة مودعة في المكتبة منذ عام 1300ه حتى 1430ه، و88 ألف بحث ومقال ل 9 آلاف مؤلف، تم توثيق أسمائهم في قاعدة البيانات، مضيفاً أن في المكتبة مشروعاً لحماية التراث الوطني "إلكترونياً"، ومهامه القيام بالمسح الضوئي لتلك المخطوطات وتخزينها باستخدام الوسائل الحديثة، وقد استطاع تخزين وجمع 56 ألفا و969 مخطوطة على أقراص صلبة، وأرشفة 27 ألف صورة قديمة إلكترونياً تم جمعها من مصادر داخلية وخارجية. وأشار عضو اللجنة العلمية للمكتبة الدكتور محمد الربيع إلى أن المكتبة، أصدرت العديد من الكتب النوعية، من بينها 4 سلاسل علمية متخصصة في الكتب والمكتبات وخدمة المكتبات والمعلومات.