تمكنت السفارة السعودية في طوكيو من إجلاء خمسة طلاب بعوائلهم إلى طوكيو بالطائرات العمودية، إثر الزلزال الذي ضرب السواحل اليابانية الجمعة الماضية، كما تم إجلاء خمسة طلاب سعوديين. صرح بذلك أمس وكيل وزارة الخارجية السعودية الأمير خالد بن سعود بن خالد ، مضيفا أنه تم تفعيل غرفتين للعمليات إحداهما في سفارة المملكة باليابان والثانية بمقر الوزارة. كما تم استحداث نقطتين للتجمع إحداهما في طوكيو والأخرى في مدينة أوساكا، وتم تأمين الإقامة والإعاشة لجميع السعوديين هناك". وقال الأمير خالد إنه "تم البدء في تسهيل سفر السعوديين، ومنحهم التذاكر اللازمة إلى المملكة لحين عودة الأوضاع إلى طبيعتها ، كما تم تأمين الإقامة والإعاشة لمن وصل منهم إلى الفلبين في طريقهم إلى المملكة". وتفاقمت الأزمة النووية في اليابان أمس بعد انفجار جديد وحريق في محطة فوكوشيما 1، ووقوع زلازل في سلسلة من الحوادث التي تقع منذ الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد، والذي بلغت قوته 9 درجات. فقد وقع أمس زلزال بلغت قوته 6 درجات جنوب غرب طوكيو وحددت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية مركزه في شيزووكا على مسافة 120 كلم جنوب غرب العاصمة. وأصدرت الشرطة الوطنية أمس حصيلة للزلازل ذكرت فيها أن الضحايا 3373 قتيلا، و6746 مفقودا و1897 جريحا. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن المسؤولين اليابانيين أبلغوها بشأن انبعاث إشعاع بشكل مباشر في الغلاف الجوي بعد حريق في حوض تخزين الوقود المستنفد في محطة فوكوشيما دايتشي النووية المتضررة، وأضافت الوكالة أن هذا التطور جاء بعد انفجار في المفاعل بالوحدة رقم 2 في المحطة في وقت سابق. وتابعت الوكالة أن المسؤولين اليابانيين أبلغوا أيضا الوكالة بشأن حريق في حوض تخزين الوقود المستنفد في المفاعل بالوحدة رقم 4 ، واشتعال النيران في الوقود وأن "إشعاعا ينبعث بشكل مباشر إلى الغلاف الجوي". وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان للتلفزيون أن مستوى الإشعاعات "ارتفع بشكل كبير" في محطة فوكوشيما1 النووية، ودعا القاطنين في منطقة قطرها 30 كلم إلى ملازمة منازلهم أو مكاتبهم، وهذا التدبير يضاف إلى أمر الإخلاء الذي صدر أمس لأكثر من 200 ألف شخص يسكنون قرب هذه المحطة النووية الواقعة على قبالة الشاطئ. وتم تسجيل مستوى إشعاعي أعلى بقليل من المعدل الطبيعي خلال فترة الظهر في طوكيو الواقعة على بعد نحو 250 كلم، ولم تدع السلطات حتى الساعة سكان كبرى المدن في العالم التي تعد 35 مليون نسمة إلى اتخاذ تدابير احترازية استثنائية. وتسبب انفجار هيدروجيني آخر باندلاع حريق في المفاعل الرابع الذي كان متوقفا عن العمل بسبب أعمال الصيانة خلال الزلزال، وعلى عكس الانفجارات السابقة التي طالت المفاعلين الأول والثالث، فإن الانفجار في المفاعل الثاني لم يخلف آثارا خارجية ولم يلحق أضرارا بالمبنى الخارجي، وهذه الانفجارات أتت نتيجة لعمليات الطوارئ التي انطلقت بعد العطل في أنظمة التبريد للمفاعلات. ومنذ ذلك الحين، تم توقيف العمل بالكامل في هذه المحطة التي بنيت في سبعينات القرن الماضي، وتقوم الشركة المشغلة بالاستمرار في ضخ مياه البحر لتبريد المفاعلات، وهي عملية تقود إلى تسربات إشعاعية. وقال المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو إنه "خلافا لما حصل حتى الآن، فما من شك أن المستوى الذي وصلت إليه الإشعاعات قد يضر بصحة الإنسان". وأوضح أنه تم تسجيل مستويات إشعاعية بين 30 و400 ميليزيفرت في محيط المفاعلات. واعتبارا من جرعة 100 ميليزيفرت يتلقاها الجسم البشري، تشير الملاحظات الطبية إلى ازدياد في عدد الإصابات بالسرطان. وأعلن رئيس هيئة السلامة النووية الفرنسية اندريه كلود لاكوست أمس أن الحادث النووي في محطة فوكوشيما في اليابان بلغ 6 درجات من الخطورة على المقياس العالمي للحوادث النووية والإشعاعية المؤلف من سبع درجات. وذكرت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ميريام غولناراغي أمس أن الرياح تبعد خطر الإشعاعات النووية عن اليابان ودول أخرى. وقالت "كل العوامل الجوية تبعد الخطر إلى البحر. لا توجد مضاعفات في داخل اليابان أو دول أخرى مجاورة". لكنها حذرت في الوقت نفسه من "تقلبات الطقس في المستقبل"، وقالت "لا يمكننا أن نتنبأ ماذا سيجري في الأيام المقبلة". وكانت الحكومة قد استبعدت أول من أمس "احتمال حدوث (حادث من نوع) تشرنوبيل"، في إشارة إلى أسوأ كارثة في تاريخ الطاقة النووية المدنية وقع في محطة تشرنوبيل في أوكرانيا عام 1986، ومع ذلك، طلبت اليابان المساعدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، وطلبت المفوضية الأوروبية الدعوة لعقد اجتماع استثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل في فيينا حول هذا الحادث. وكتدبير احترازي، نصحت دول أجنبية عدة مواطنيها بعدم السفر إلى اليابان، كما نصحت رعاياها المقيمين في طوكيو بالتوجه نحو جنوب البلاد أو إلى الخارج. وحاول الجنود ال 100 ألف الذين نشرتهم طوكيو ومعهم فرق الإنقاذ الرد على الاحتياجات الهائلة إلى المياه والطعام وإعادة العمل بشكل طبيعي إلى البنى التحتية. وقال مسؤول في مستشفى كيسينوما "نعاني نقصا حادا في المياه. نحتاج أيضا إلى أغطية" لأن الطقس بارد أثناء الليل. واستمر الهلع العالمي حول الطاقة النووية المدنية، ولا سيما في ألمانيا حيث شارك أكثر من مئة ألف شخص أول من أمس في تظاهرات ضد المشاريع النووية في 450 مدينة، وكذلك في فرنسا والولايات المتحدة، حيث دعا عدد من النواب إلى تعليق برامج تطوير الطاقة النووية. وأعلنت برلين تعليق تمديد أمد مفاعلاتها النووية لثلاثة أشهر، وعلقت سويسرا مشاريع تجديد مفاعلاتها النووية في وقت ستقوم فيه الهند بالتحقق من سلامة مفاعلاتها كافة. وفي المقابل أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تعتزم إعادة النظر في مشاريعها النووية. واتخذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موقفا مماثلا.