حققت القوات الحكومية الليبية على ما يبدو مكاسب خلال اشتباكاتها مع الثوار، ولكن ورغم ذلك لم يتضح بعد من يسيطر على الموقف في مدينة رأس لانوف الغنية بالنفط شمال ليبيا. وكانت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تمكنت من استعادة السيطرة على المدينة من أيدي الثوار لفترة وجيزة مساء أول من أمس بهجوم مضاد، غير أن القتال الذي اندلع ليلا أضعف قدرتهم على السيطرة عليها. ووردت تقارير عن أن المدينة قد هجرها السكان مع تواصل القتال. وقال مصطفى العجوري الذي يقاتل في صفوف الثوار، إن المعارضة تتمركز في الناحية الشرقية من البلدة بينما ترابط قوات القذافي في الناحية الغربية. وأضاف "رأس لانوف أصبحت مدينة أشباح. هناك مناوشات بين الثوار وقوات القذافي بين كر وفر". وتعرضت نقطة تفتيش للثوار الليبيين في العقيلة شرق رأس لانوف لغارة جوية وشوهد الدخان يتصاعد بالقرب منها. كما شوهدت عشرات من سيارات الثوار تغادر من العقيلة باتجاه الشرق نحو مدينة البريقة، التي تمكنت قوات القذافي من فرض سيطرتها عليها. واحتفلت القوات الموالية للقذافي "باستعادة مدينة الزاوية" بعد أسبوعين من القتال الضاري، وبحسب نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم فإن "حصيلة أولية تشير إلى سقوط 14 قتيلا من الجانبين" في الأيام الأخيرة. وقال شهود إن معارك عنيفة جدا وقعت في المدينة، وأشار بعضهم إلى "مجزرة". وفي باقي أنحاء البلاد لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة والعديد من مدن الشمال الغربي خصوصا في الجبل الغربي. وشنت قوات القذافي هجوما على مصراتة أمس في محاولة لاستعادة المدينة الأخيرة المتبقية في أيدي المحتجين في غرب البلاد. وقال أحد الثوار "يحاولون استعادة مصراتة وهم الآن على بعد نحو عشرة كيلومترات. "نسمع قصفا. ليس أمامنا خيار سوى القتال". وفي بنغازي يقول الثوار إنهم مصممون على القتال. وقال خالد الذي قتل أحد اقاربه الخميس الماضي في رأس لانوف "لسنا خائفين من هذا الجيش المكون بنسبة 90% من مرتزقة، بإمكاننا هزيمته". ومن جهته قال زعيم المجلس الوطني الليبي المعارض مصطفى عبد الجليل إن المعارضة لديها عدد وافر من المقاتلين لمحاربة قوات القذافي، ولكنه قال إن المدنيين قد يعانون إذا لم يجر فرض قيود على سفنه وطائراته. وردا على سؤال عما إذا كان جزء من قوات المعارضة لم يرسل إلى الجبهة قال عبد الجليل إن المتطوعين على الجبهة الآن يشكلون نسبة تقل عن 30% من الناس المستعدين للذهاب والقتال. وأضاف أن الشعب مستعد ومصمم على محاربة قوات القذافي. وحول تأمين إمدادات بالسلاح من الخارج قال عبد الجليل في مقابلة أمس إن بعض من يشاركون في الثورة يبذلون جهودا في حدود قدرتهم للحصول على قدرمن الأسلحة. وأضاف "إن الناس في سرت وفي مدن أخرى مثل طرابلس مع الثورة ولكنهم محاصرون". وأوضح أن المعارضين لم يجروا قط مفاوضات حقيقية مع طرابلس. وقال "إنهم لم يجروا في الواقع مفاوضات مع سيف الإسلام أو أبيه لأنهما بدءا باستخدام الذخيرة الحية منذ الأيام الأولى لخروج المحتجين إلى الشوارع". وتعليقا على الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي كما فعلت الحكومة الفرنسية، قال عبد الجليل إنه يتوقع من جميع الدول التي تحترم حقوق الإنسان والقيم الدولية العامة والتي ترغب في حماية المدنيين أن تعترف بالمجلس الوطني الليبي ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وأضاف أنه إذا وصلت قوات القذافي إلى مدينة بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية فإن هذا سيعني مقتل نصف مليون شخص.