أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي توماس دونيلون أن إدارة الرئيس باراك أوباما "تتخذ الآن خطوات متعاقبة لتشديد الضغط ضد القذافي وعزله وجعله وحيدا على الساحة الدولية. إننا نعتقد أن القذافي فقد شرعيته وأن نصف الشعب الليبي خرج على حكمه". وكان دونيلون يسعى بتصريحاته التي أدلى بها أول من أمس في مؤتمر صحفي بواشنطن إلى تطويق آثار تصريح آخر أدلى به مدير المخابرات الوطنية الجنرال جيمس كلابر قال فيها إن القذافي سينتصر على المدى الأطول بسبب تفوقه في التجهيزات اللوجستية والمعدات والذخائر ما يتيح له فرصة خوض حرب استنزاف ضد معارضيه. وأضاف دونيلون أن تصريحات كلابر ركزت على الوضع بالنسبة للإمدادات اللوجستية فقط وليس على الأبعاد الكثيرة للمواجهة. وتابع "يتعين النظر إلى الموقف بأبعاده المتعددة وليس بعدسة أحادية البعد. إنه موقف ديناميكي لا يتوقف عن الحركة وليس موقفا ساكنا. وإذا نظرنا إلى كافة الأبعاد الأخرى سيمكننا وضع تصريح كلابر في سياقه الصحيح". وأوضح مستشار الأمن القومي أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإرسال فرق مساعدة ودبلوماسيين إلى بنغازي، "وأن ذلك سيمكننا من الوصول إلى فهم أفضل لما يحدث". وبدورهم أوضح مسؤولون أميركيون أن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي يكتفون الآن بتهديد القذافي لفظيا إلى أن يتحقق إجماع دولي على التدخل بالقوة العسكرية على نحو أو آخر. وقال السناتور جون ماكين "أتفهم سعي الإدارة إلى الحصول على إجماع دولي شرط أن يحدث ذلك في فترة قصيرة زمنيا. إن دعم الجامعة العربية سيكون أمرا مهما للغاية حتى لا نجد من يدعونا للتدخل ثم يصدر بيانات إدانة للإمبريالية الأميركية". وأشار مسؤولون آخرون إلى أن أي دعم عربي لعملية من قبيل فرض حظر جوي فوق ليبيا لن يصل بطبيعة الحال إلى إرسال قوات لكن يجب على الأقل إرسال قادة عسكريين من دول عربية للمشاركة في قيادة العملية. وأدت تصريحات كلابر إلى موجة من الانتقادات في واشنطن إذ تساءل كثيرون عن السبب الذي جعل أوباما يدعو إلى خروج القذافي من السلطة في ليبيا فورا إن كان تقدير أجهزة المخابرات أن أي حرب استنزاف بينه وبين معارضيه ستنتهي بانتصاره.