قدم رئيس أركان القوات المسلحة الأميركية الأدميرال مايك مولن ثلاثة خيارات عسكرية للتعامل مع الأوضاع في ليبيا إلى البيت الأبيض بناء على طلب الأخير. ويتمثل الخيار الأول في فرض منطقة حظر طيران في المجال الجوي لليبيا. وتعتمد وسائل تطبيق ذلك على تشويش اتصالات سلاح الجو الليبي وقصف مدرجات المطارات، ثم تصعيد ذلك إلى التصدي للطائرات الليبية التي تحلق لتنفيذ عمليات ضد المعارضين. إلا أن إسقاط تلك الطائرات ظل خطوة آجلة لا يبدأ تطبيقها بتطبيق الحظر الجوي. أما الخيار الثاني فيقول بتزويد معارضي الزعيم الليبي بأسلحة وذخائر تنحصر في صنفين. الأول هو مدافع "آر. بي. جي" المضادة للمدرعات وتنويعات أخرى من الأسلحة تعد بدائية في مواجهة الدبابات وسيارات تحمل المدافع المضادة للطائرات والتي يستخدمها القذافي لضرب تجمعات المعارضين بالأسلحة الخفيفة. فضلا عن ذلك فقد تضمن ذلك الخيار إمداد المعارضين بأجهزة اتصال بدائية أيضا ولكنها تكفل للمعارضين حدا أدنى من القدرة على تنسيق عملياتهم. وأضيفت لقائمة الإمدادات المقترحة كميات من الذخائر المتنوعة. وحرصت رئاسة الأركان الأميركية على الإبقاء على تلك الإمدادات في نطاق تكنولوجي غير متطور خشية تكرار ما حدث في مناطق أخرى حين تسربت الأسلحة لقوات مناهضة للولايات المتحدة لتستخدم لاحقا في عمليات ضد القوات الأميركية أو لدعم أهداف لا ترغب الولاياتالمتحدة في دعمها. وتضمن الخيار الثالث استخدام قوات خاصة أميركية ترسل إلى الأراضي الليبية في تدمير "مراكز أعصاب" القوات الموالية للقذافي والتقدم نحو استهداف عناصر مؤثرة في قيادات تلك القوات. وطبقا لتقارير غير مؤكدة فإن البيت الأبيض قرر المضي قدما بخيار فرض حظر جوي وبحث إمكانية تنفيذ الخيار الثاني أيضا مع استبعاد الخيار الثالث في المرحلة الراهنة. وإذا ما طبقت الإدارة واحدا أو أكثر من تلك الخيارات فإن ذلك سيعني ضمنا أن واشنطن حسمت ترددها الذي كان واضحا خلال الأيام الأخيرة إزاء ما ينبغي القيام به تجاه القتال الدائر الآن في ليبيا. وفي بروكسل وعلى النقيض مما سبق وأعلنه حلف شمال الأطلسي "الناتو" من عدم التدخل العسكري لدى ليبيا إلا بموجب قرار من الأممالمتحدة، وافق سفراء الحلف في وقت متأخر من مساء أول من أمس خلال اجتماع مغلق برئاسة سفير أميركا لدى الحلف إيفو دالدر، على ضرورة التدخل العسكري في ليبيا وتوفير الحماية الجوية للمتظاهرين والعمل على إسقاط نظام القذافي، وذلك بمحاصرته ومنع قواته الجوية من التحليق لضرب المتظاهرين.