شارف مشروع"كلمة" في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث على نشر ونقل ما يزيد عن 500 كتاب من أكثر من 12 دولة تمثل عددا واسعا من اللغات من بينها الإنجليزية، اليابانية، الكورية، التركية، الفرنسية، الإيطالية وغيرها. وقال مدير المشروع الدكتور علي بن تميم ل"الوطن" إن المشروع لا يريد إنتاج كتب متحفية لا تتصل بهموم القارىء العربي. وأضاف ابن تميم أنهم ركزوا على اللغات التي فيها نقص شديد بالترجمة على الرغم من أهميتها، وشرعوا كذلك بعقد اتفاقات دولية مع مؤسسات ذات اختصاص متشابه في التعاون في ترجمة الكتاب، وذهب إلى أن مشروع كلمة سوف يطلق جملة من المبادرات المتمثلة في الترجمة من اللغة الكردية وعدد من الكتب التي تتصل أيضا بمسألة التنمية والطاقة المستدامة التي تمثل اهتماما كبيرا في العالم. وحول تحول دوائر الثقافة من دول المركز كمصر وبيروت باتجاه دول الخليج، حيث باتت الأخيرة ترعى أكبر المشاريع والمناسبات الثقافية كمعارض الكتب وبرامج الشعر وغيرها قال علي بن تميم: لا بد أن ننأى بأنفسنا عن الفكرة التي تقول بأن هناك مراكز ودوائر خاصة بالثقافة، مضيفا: "لا نريد أن نقع في فخ الظاهرة الإعلامية المفرغة"، مشيرا إلى أن الثقافة عملية عميقة ، وحضورها ليس حضورا سريعا وإنما حضور تكاملي. وتابع ابن تميم أن دول الخليج تعيش تنمية اجتماعية حقيقية، قائلا : بات لدينا حياة تدعو إلى القراءة بشكل عام، مرجعا ذلك إلى حركة التعليم التي بدأت تتطور بالجامعات، وحركات الابتعاث في داخل دول الخليج وخارجها، ولا يمكن أن نقارن دول الخليج العربي قبل أربعين وثلاثين عاما باليوم، وذلك نتيجة تنامي أعداد القراء. وذهب ابن تميم إلى أن كل التعليقات وآراء القراء التي تصل إليهم تؤكد على أن مشروع كلمة تمكن من تقديم عناوين جديدة على القارىء العربي، لم يكن المجتمع يعنى بها من قبل، خصوصا في ظل وجود دور نشر تجارية تركز على الكتب التجارية. وقد وفق مشروع كلمة بالوسط حيث تمكن من التواصل مع شريحة الأكاديميين ومع القراء بشكل عام، وقد تمكن من تسجيل حضور كبير في العالم العربي. وفيما يتعلق بمسيرة الشعر العربي في ظل احتلال السرد للمشهد الثقافي العربي قال ابن تميم الذي يشارك كعضو في لجنة تحكيم برنامج "أمير الشعراء" الذي تنتجه وتنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث: إننا نشهد تقلص العربية بأفواه الناطقين ، البرامج الجماهيرية التي تعنى بالآداب العربية بشكل عام وباللغة العربية بشكل خاص تحاول أن تسد شيئا من النقص في هذا المجال، مشددا على أن هناك دورا لا بد أن يرعاه الإعلام في هذه الفترة عبر تبني مثل هذه البرامج وإيصالها للناس، وذلك لتأسيس حضور العربية عموما. ورفض ابن تميم مقولة أن الشعر العربي تراجع أمام السرد العربي، لأن الشعر العربي الفصيح أصبح اليوم حاضرا ومتداولا عند القراء بدلالة حجم الرسائل المتبادلة بين الناس والتي تكشف عن ذائقة شعرية كبيرة.ويمثل مشروع "كلمة" مبادرة غير ربحية أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهي موجهة لتمويل ترجمة ونشر وتوزيع أهم الأعمال من المؤلفات الكلاسيكية والمعاصرة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية. وتجمع المبادرة بين المؤلفين والمترجمين والناشرين والموزعين لتقديم مجموعة واسعة من المؤلفات للقراء باللغة العربية. ووقعت كلمة اتفاقات شراكة مع أكثر من عشرين ناشراً، وتختار كل عام 100 عنوان من المؤلفات العالمية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف دول العالم، ثم تقوم بترجمتها إلى اللغة العربية.