لا يزال اللقاء الذي عقد الثلاثاء الماضي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة المنظمات اليهودية الأميركية يثير لغطاً في واشنطن حول حقيقة ما دار فيه ونص ما قاله الرئيس الأميركي للحضور. وكانت تقارير أولية عن وقائع الاجتماع قد أشارت إلى أن أوباما شرح للحضور موقف الولاياتالمتحدة من تطورات الشرق الأوسط وأكد دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل ثم انتقد تلكؤ إسرائيل في اتخاذ قرار إستراتيجي بإحلال السلام بينها وبين الفلسطينيين والعالم العربي بصفة عامة. وحضر الاجتماع قادة "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الرئيسية" ومنظمات تمثل المعابد المحافظة ومنظمة هيليل التي تنظم أنشطة الطلبة اليهود في الجامعات الأميركية. ونقل عن أوباما قوله إن الفلسطينيين مستعدون للتوصل إلى اتفاق سلام وإن تطورات الشرق الأوسط لا بد أن تنعكس على إسرائيل وينبغي أن تدفعها إلى التعامل بجدية مع جهود التوصل إلى سلام شامل في المنطقة. وطالب أوباما قادة الجالية اليهودية الأميركية بالنظر إلى داخل ضمائرهم والتحدث مع القادة الإسرائيليين بصراحة. وقال غن تطورات الشرق الأوسط تمثل تحولاً جسيماً في أوضاع المنطقة، وينبغي أن يكون لها انعكاسات مباشرة على موقف إسرائيل من عملية السلام وان "من الصعب إغفال ما حدث وتصور أن الأمور يجب ان تعود الى الوتيرة المعتادة التي كنا نراها قبل تلك الأحداث الكبيرة" حسب قوله. وفي رام الله أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين سيرفضون مشروع إقامة دولة فلسطينية مؤقتة إذا عرض مرة جديدة. وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا أمس "المشروع قدم لنا في الماضي وإذا طرح مرة أخرى فسنرفضه ولن نقبله". وأضاف انه آن الوقت لأن تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة. وقال" إننا سنظل دعاة سلام وسنظل وشعبنا شريكاً حقيقيًا وكاملاً في عملية السلام رغم كل العقبات، ونعول كثيراً على جهود كافة الأصدقاء ومحبي السلام والحرية في العالم، فشعبنا يستحق أن ينال حريته واستقلاله ليعيش في وطنه كباقي شعوب العالم، فقد حان الوقت لانضمام دولة فلسطين المستقلة بحدودها للعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية لتكون عضواً دائماً في الأممالمتحدة". وأضاف "من جانبنا أنجزنا كل ما يترتب علينا من بناء للمؤسسات التي تليق بهذا الإنجاز وبشعبنا الفلسطيني" مؤكدين لكم سعينا لتعزيز وحدتنا الوطنية والعمل لإنهاء الانقسام من خلال اللجوء إلى رأي الشعب بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. ومن جهته أعلن الرئيس التشيلي أن لدى بلاده دوراً تقوم به بحثه مع الرئيس عباس وسيبحثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال "تشيلي هي الدولة الاولى في أميركا اللاتينية التي قامت باعتماد علاقات مع فلسطين وقبل عدة أسابيع عندما اعترفنا بدولة فلسطين فإننا ثبتنا أموراً مهمة، وقمنا بتثبيت علاقات كاملة مع حكومة فلسطين". واضاف "أميركا اللاتينية ستكون دائماً مهتمة وستدعم دائماً المسيرة السلمية حيث إن الوقت قد حان من أجل ان يكون لهذه العملية ثمار تؤدي إلى سلام دائم وشامل بين فلسطين وإسرائيل".