بعد نجاح تجربة الناطق الإعلامي التي بادرت بتطبيقها وزارة الداخلية من خلال تعيين الناطق الإعلامي اللواء منصور التركي، وما تلاها من تعيين متحدثين رسميين في مديريات الشرطة في المناطق والمحافظات والقطاعات الأمنية الأخرى، استحدثت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية دبلوما للإعلام الأمني بالجامعة لتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة على المستوى العربي للارتقاء برسالة الإعلام إلى المستوى المنشود وبما يحقق تنمية الوعي الأمني والتعاون في مكافحة الإرهاب وكل أشكال الجريمة، وتأهيل الناطقين الإعلاميين بدرجات علمية عليا ورفع قدراتهم المهنية والأكاديمية في هذا المجال. وذكر مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة الدكتور خالد بن عبد العزيز الحرفش ل "الوطن" أن استحداث الدبلوم يأتي انطلاقا من أهمية وسائل الإعلام المتعددة التقليدية والحديثة ودورها المؤثر في المجتمعات، مشيرا إلى أن الدبلوم يغطي حاجة اجتماعية واضحة في مجال مواجهة الجريمة والانحراف، ويتمثل ذلك في تأهيل متخصصين في مجال الإعلام الأمني، الأمر الذي يكتسب أهمية متزايدة ومتعاظمة في الوقت الحالي. كما يأتي لمواكبة التطورات الاجتماعية وتطورات انحراف الجريمة في عصر العولمة والاتصالات. وبالنظر إلى التخصص ذاته، فإن البرنامج جدير بهذه الرعاية والاهتمام وهو دليل آخر على تفرد جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال تخصصها على المستوى العربي وعلى مواكبة برامجها العلمية للموضوعات والقضايا الأمنية الراهنة مع المحافظة على كل متطلبات الدراسة الأكاديمية ذات المستوى العالمي. وأشار الحرفش إلى أن الدبلوم يهدف إلى إعداد خبراء ومتخصصين على مستوى عال، مزودين بالعلوم والمعارف والمهارات الإعلامية المتصلة بالميدان الأمني للارتقاء برجال الإعلام والأمن العربي، وإعداد كفاءات قيادية قادرة على ربط الجانب النظري بالجوانب العلمية التطبيقية وتنفيذ المهام ومتابعتها والإسهام في تطوير البحث العلمي الذي من شأنه أن يخدم الأمن في أبعاده الاجتماعية والإعلامية. وعن التخصصات التي يقدمها الدبلوم، أشار الحرفش إلى أن الجامعة قامت بإعداد برنامج علمي متكامل لهذا الدبلوم من أبرزها: مهارات الاتصال، والنظم والقوانين الإعلامية، والسياسة الوقائية والمنع من الجريمة في الإسلام، وتقنيات الاتصال والمعلومات، والنظريات الإعلامية، والإعلام الأمني العربي، وغيرها من البرامج ذات الصلة، إضافة إلى أن كلية الدراسات العليا تُعنى بالتركيز على الجانب العلمي إلى جانب تركيزها على الجانب النظري في هذا التخصص وغيره من التخصصات بحيث تتيح المجال لطلاب هذا الدبلوم في ممارسة الإعلام الأمني عملياً وتنظيم زيارات ميدانية لهم للاطلاع على المستجدات في مجال الإعلام الأمني لتجمع بذلك بين التأهيل النظري والعملي للطلاب. وبين أن فكرة الإعلام الأمني جاءت من هذا المنطلق الذي يحمل على عاتقه تحقيق الأهداف الاجتماعية السامية فهو نابع من مفاهيم سامية وأهدافه التي تتمثل في ترسيخ الاستراتيجيات العربية والتخطيط لرؤية مستقبلية لقضايا الأمن وفقاً للظروف المصاحبة بهدف تحفيز المواطن العربي للتعاون مع الأجهزة الأمنية وتنمية الحس الأمني لديه، ودفع مؤسسات المجتمع المدني للتفاعل والإسهام في تحقيق الأمن، فالجريمة ليست صراعاً بين المجرم ورجل الأمن، وإنما صراع بين المنحرفين والمجرمين من جهة والمجتمع من جهة أخرى. وعن تأهيل الناطقين الإعلاميين في الجهات الأمنية من خلال إلحاقهم بهذا الدبلوم، بين الحرفش أن جميع برامج الجامعة تأتي استجابة لحاجة الأجهزة الأمنية العربية، وتهدف إلى رفع قدرات كوادرها وتزويدهم بأحدث المستجدات في مجال تخصصهم. وأكد أن الدبلوم يمكن أن يكون خطوة مهمة في سبيل تأهيل الناطقين الإعلاميين في الأجهزة الأمنية بدرجات علمية عليا، مشيرا إلى أن الجامعة تنظم حالياً دورات تدريبية وحلقات علمية في مجال الإعلام الأمني من خلال كلية التدريب، ويشارك في فعالياتها متدربون من الجهات الأمنية والإعلامية. كما تنظم الجامعة كذلك دورات خاصة بطلب من مؤسسات المجتمع المدنية.