في مركز للتجميل بالعاصمة اللبنانية بيروت يضع رجل قدميه في حوض مليء بأسماك جارا روفا المعروفة أيضا باسم السمك اللاعق. يتولى السمك الفضي الصغير الذي لا يزيد طول الواحدة منه على بوصة واحدة تقشير الجلد الخشن والجاف والميت من القدمين ليتغذى على الخلايا الميتة. يصف الرجل شعوره بعد جلسة العلاج بالأسماك قائلا "السمك جيد وينبغي تجربة ما يقوم به لأنه يأكل كل اللحم الميت وينظف رجليك من الرواسب الموجودة على اللحم. وبعد الجلسة تنظف الأرجل وتحس بالراحة. إنه سلس وكأن أحدا يدلك قدميك". وتقول مراكز التجميل التي تستخدم الأسماك في العناية بالبشرة إن هذا الأسلوب يمكن استخدامه في علاج أمراض جلدية مثل الصدفية والإكزيما وفي تجديد البشرة وتدليك الجلد. وقالت مالكة مركز "دكتور فيش" أو السمك الطبيب في بيروت "يبلغ طول هذا السمك من ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات. وهو من نوع الجارا روفا أو (السمك اللاعق) وهو نوع لا يملك أسنانا ويعمد إلى شفط جلد الإنسان بطريقة مستمرة, حيث تتغذى هذه الأسماك على طبقات الجلد الثلاث التي يملكها البشر ولكنها لا تؤذي اللحم الحي, مما يساعد في تخليص الجلد من أي أمراض أو شوائب, كما يساعد في تجديد خلايا الجلد". ويعتقد أن الأسماك الصغيرة التي تستخدم في هذا النوع من العلاج تفرز في لعابها نوعا خاصا من الإنزيمات القوية يسمى دياثانول يساعد في تجديد الجلد. ورغم أن استخدام الأسماك في علاج الجلد ما زال حديثا نسبيا في الشرق الأوسط فهو معروف منذ وقت طويل في تركيا وماليزيا ثم انتقل إلى أوروبا وبعض البلاد العربية. لكن علاج الجلد والبشرة باستخدام الأسماك يواجه بعض الانتقادات حيث لا توجد أدلة علمية تذكر على فعاليته. كما أن أسماكا من نوع شبيه بالسمك اللاعق تستورد من الصين وتستخدم في بعض أنحاء جنوب شرق آسيا اكتشف أن لها أسنانا صغيرة جدا تلدغ بها الجلد وتوخزه. ورغم الانتقادات والشكوك يتزايد الإقبال باطراد على مراكز العناية بالأيدي والأقدام التي تستخدم الأسماك.