أسفر هجومان متزامنان شنهما مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة على مسجدين لطائفة الأحمدية أمس في لاهور شرق باكستان عن مقتل 70 شخصا، وفق مسؤول محلي. وتعتبر الأحمدية أقلية صغيرة في الإسلام. وبدأ المسلحون الهجوم بإطلاق النار على المشاركين في صلاة الجمعة في مسجدي غارهي شاهو ومودل تاون ثم بإلقاء قنابل يدوية على المصلين الذين احتجزوا بعضهم رهائن، في حين فجر أحد الانتحاريين حزامه الناسف. واندلعت معارك استمرت ساعات بين المسلحين والشرطة. وقال المسؤول الاداري عن مدينة لاهور ، سجاد بوتا، للصحفيين "قتل على الاقل 70 شخصا في الهجومين". وأضاف "بعض المهاجمين على مسجد غارهي شاهو كانوا يرتدون أحزمة ناسفة". وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق سيطرتها على مسجد مودل تاون واعتقلت اثنين على الأقل من المهاجمين. إلى ذلك قتل 80 مسلحاً على الأقل وأصيب 60 آخرون أمس في هجوم شنته قوات الأمن الباكستانية في منطقة أوركزاي القبلية بشمال غرب البلاد. وذكرت قناة "جيو تي في" الباكستانية أن مروحيات حربية قصفت ملاجئ المتمردين في مناطق مختلفة من أوركزاي. ودمرت 8 مخابئ في عمليات القصف، بالإضافة إلى 15 عربة لنقل المتفجرات كان يستخدمها المتمردون. وتمكنت القوات البرية من السيطرة على معظم المناطق بعد القصف الجوي. وكانت قوات الأمن الباكستانية بدأت حملتها في المنطقة منذ نحو شهرين وتقول إنها تمكنت من قتل أكثر من 1000 مسلح على الأقل وتدمير أكثر من 100 مخبأ. وفي تطور جديد أثنى العالم النووي عبد القدير خان، الذي يعتبر أبو القنبلة الذرية الباكستانية، أمس على القضاء الأعلى الباكستاني بعد أن أصدرت محكمة لاهور الباكستانية قراراً برفع كل القيود عن تحركاته، ووصف القرار بال "تاريخي". ونقلت قناة "دون" الباكستانية عن خان قوله إنه واجه القضية 11 شهراً وبات بإمكانه الآن أن يعيش باستقلالية بعد قرار المحكمة. إلى ذلك احتفلت باكستان أمس بالذكرى ال12 على تفجير أول قنبلة نووية باكستانية في 28 مايو 1998 ردا على قيام الهند بتفجير 5 قنابل نووية في 13 مايو من نفس العام. وألقى رئيس الوزراء السابق نواز شريف خطابا بهذه المناسبة في تجمع لحزبه قال إنه الذي اتخذ قرار تفجير السلاح النووي. وكشف النقاب عن الضغوط التي مورست ضده من قبل شتى الدول الغربية كي لا يفجر السلاح النووي. وذكر أن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون اتصل به شخصيا وعرض عليه مساعدات قدرها 5 مليارات دولار أمريكي مقابل عدم تفجير السلاح النووي وحذره من أن الكونجرس الأمريكي سيفرض حظرا على باكستان إذا فجرت سلاحها النووي وأن مسؤولياته تحتم عليه احترام القانون الأمريكي. وكشف شريف أنه رفض المساعدات الأمريكية مؤكدا للرئيس كلينتون أنه لا خيار أمامه إلا التفجير ليكون سلاحا رادعا أمام الأسلحة النووية الهندية. وقال شريف إنه أوقف حربا نووية بين باكستان والهند حينما أمر الجيش الباكستاني بالانسحاب من كارغل عام 1999. وأضاف أن كلينتون ذكر فيما بعد وفي خطاب ألقاه في إيرلندا أن "العالم ينبغي أن يدين بالشكر لنواز شريف لأنه أنقذ منطقة جنوب آسيا من حرب نووية مدمرة". وأكد شريف في كلمته التزام باكستان بمبدأ حظر انتشار الأسلحة النووية. وقال إن باكستان دولة نووية ومؤهلة للحصول على التكنولوجيا النووية لأغراض توليد الطاقة الكهربائية. وجاء في بيان أصدره حزب الشعب الباكستاني أن مؤسس الحزب ذو الفقارعلي بوتو هو العقلية وراء البرنامج النووي. و ذكر البيان مقولة بوتو الشهيرة "سنصنع القنبلة النووية و لو اضطررنا لأن نأكل الأعشاب".